أظهرت دراسة جديدة، أن إجراءً بسيطًا يتم استخدامه منذ فترة طويلة لتخفيف الصداع وعدم انتظام ضربات القلب قد يعيد أيضًا حاسة الشم للأشخاص الذين فقدوها بعد الإصابة بـ كوفيد-19.اضافة اعلان
ويُطلق على الإجراء الذي يستغرق 10 دقائق اسم "إحصار العقدة النجمية"، حيث يقوم الأطباء بحقن مخدر في العقدة النجمية، وهي حزمة عصبية موجودة على جانب الرقبة. 

طريقة استعادة حاسة الشم 

ويقول الباحثون إن هذا الإجراء يمكن أن يحفز الجهاز العصبي اللاإرادي لحل الباروسميا - المصطلح الطبي لفقدان حاسة الشم، الذي أصبح يمثل مشكلة شائعة لدى مرضى كوفيد طويل الأمد.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور آدم زوغا، أستاذ الأشعة العضلية الهيكلية في جيفرسون هيلث في فيلادلفيا: "إن باروسميا ما بعد فيروس كورونا أمر شائع ومعترف به بشكل متزايد".
وأضاف، وفقًا لوكالة "يو بي آي": "يمكن للمرضى أن يصابوا بنفور من الأطعمة والمشروبات التي كانوا يستمتعون بها". 
وقدمت النتائج أمس الاثنين خلال الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية (RSNA) في فيلادلفيا بالولايات المتحدة.
وفقًا لبيان صحفي، فإن إحصار العقدة النجمية هو علاج تم استخدامه بنجاح لسنوات لتخفيف حالات مثل الصداع العنقودي وعدم انتظام ضربات القلب وألم الأطراف الوهمية.
والعقد النجمية هي أعصاب موجودة على جانبي الرقبة وتشارك في الجهاز العصبي اللاإرادي للجسم. وهي ضرورية لنقل الإشارات إلى الدماغ من الرأس والرقبة والذراعين وجزء من الجزء العلوي من الصدر.

تفاصيل التجربة

وشملت الدراسة 58 مريضًا اشتكوا من فقدان حاسة الشم المرتبطة بفيروس كورونا لمدة ستة أشهر على الأقل، وجربوا جميعًا علاجات أخرى لكنها فشلت كلها.
واستخدم فريق الباحثين لأول مرة الأشعة المقطعية لتوجيه إبرة إلى قاعدة عنق كل مريض. ثم قاموا بحقن مزيج من المخدر والكورتيكوستيرويد في العقد النجمية.
وتمت إضافة الستيرويد لأن الباحثين اشتبهوا في أن فيروس كورونا المتبقي قد يكون هو السبب في فقدان حاسة الشم.
وقال زوغا، إن المريض الأول الذي تمت تجربة هذا العلاج له "حصل على نتيجة إيجابية هائلة، على الفور تقريبًا، مع استمرار التحسن إلى درجة حل الأعراض في أربعة أسابيع". 
وأضاف: "لقد فوجئنا ببعض النتائج، بما في ذلك شفاء الألم الوهمي بنسبة 100٪ تقريبًا لدى بعض المرضى، طوال فترة التجربة".

ماذا أظهرت النتائج؟

وقال الفريق إنهم حصلوا على بيانات المتابعة من 37 مريضًا، حيث أبلغ 22 (59%) عن تحسن في حاسة الشم بعد أسبوع واحد فقط من العلاج. وأبلغ 82% من هؤلاء المرضى - 22 مريضًا - عن تحسن "كبير" لمدة شهر.
وخضع 26 مريضًا من أصل 59 لحقنة ثانية، على الجانب الآخر من الرقبة، بدءًا من ستة أسابيع على الأقل بعد حصولهم على العلاج الأول.
ووفقًا للباحثين فإن إحصار العقدة الثانية لم يساعد الأشخاص الذين لم يستجيبوا للمحاولة الأولى، لكنه عزز النتائج بالنسبة لمعظم أولئك الذين قالوا إن الجرعة الأولى ساعدتهم.
ونظرًا لأن الدراسة كانت صغيرة وتم تقديمها في اجتماع طبي، فإن نتائجها تعد أولية حتى يتم نشرها في مجلة خاضعة لمراجعة النظراء.