أ
أ
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن الشعور بالوحدة يشكل "تهديدًا صحيًا ملحًا"، إذ أنه يشكل خطرًا مميتًا يعادل تدخين ما يصل إلى 15 سيجارة يوميًا.
وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي للشباب، تشيدو مبيمبا لصحيفة "الجارديان": "(الوحدة) تتجاوز الحدود وتصبح مصدر قلق عالمي للصحة العامة وتؤثر على كل جانب من جوانب الصحة والرفاهية والتنمية".
ويرأس مبيمبا والجراح العام الأمريكي الدكتور فيفيك مورثي اللجنة الدولية المعنية بالتواصل الاجتماعي التي شكلتها منظمة الصحة العالمية حديثًا، وهي تحالف يضم 11 من كبار المدافعين عن الصحة وصانعي السياسات.
وتتمثل مهمتهم التي تستغرق ثلاث سنوات في مكافحة وباء العزلة الذي تسارع نتيجة إجراءات الإغلاق خلال جائحة كوفيد-19.
1 من كل 4 من كبار السن يعاني من العزلة الاجتماعية
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن واحدًا من كل أربعة من كبار السن يعاني من العزلة الاجتماعية، بينما يعاني 5-15% من المراهقين من الوحدة.ويأتي ذلك في أعقاب دراسة جديدة أجرتها جامعة جلاسكو في اسكتلندا وجدت أن عدم التواصل مع الأصدقاء أو العائلة قد يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 39٪.
وتتبع الباحثون، حوالي 458 ألف مشارك في منتصف العمر لمدة 12 عامًا تقريبًا، وتم الإبلاغ عن حوالي 33 ألف حالة وفاة خلال فترة المتابعة، بحسب صحيفة "نيويورك بوست".
فوائد التواصل مع الأقارب والأصدقاء
ووجدت الدراسة، التي نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة "بي إم سي ميديسن"، أن التواصل مع الأصدقاء والعائلة مرة واحدة على الأقل شهريًا له قيمة كبيرة، في حين لا يبدو أن التفاعلات على المستوى السطحي تقلل من خطر الوفاة المبكرة.وقال هاميش فوستر، مؤلف الدراسة الأولى، وزميل الأبحاث السريرية في جامعة هارفارد، وكلية الصحة والرفاهية بجامعة جلاسكو في بيان: "عند معالجة مشاكل مثل الوحدة والعزلة الاجتماعية، نحتاج إلى تقييم هذه الأبعاد المختلفة بشكل منفصل أو مجتمعة إذا أردنا تحديد ودعم أولئك الأكثر عزلة في المجتمع".
من جانبها، تخطط لجنة منظمة الصحة العالمية الجديدة إلى "تحليل الدور المركزي الذي يلعبه التواصل الاجتماعي في تحسين صحة الأشخاص من جميع الأعمار وتحديد الحلول لبناء الروابط الاجتماعية على نطاق واسع".
وقال مورثي في بيان: "نظرًا للعواقب الصحية والاجتماعية العميقة الناجمة عن الوحدة والعزلة، علينا التزام بالقيام بنفس الاستثمارات في إعادة بناء النسيج الاجتماعي للمجتمع التي قمنا بها في معالجة المخاوف الصحية العالمية الأخرى، مثل استخدام التبغ والسمنة والإدمان".
مخاطر العيش وحيدًا
وأظهرت الدراسات أن العيش وحيدًا بشكل دائم ينطوي على خطر القلق والاكتئاب وضعف وظائف المناعة ومشاكل القلب والأوعية الدموية وحتى انكماش الدماغ.وبينت النتائج، أن الفص الصدغي، والفص القذالي، والحزام، والحصين، واللوزة الدماغية يبدو أصغر لدى الأشخاص الذين لديهم تفاعل اجتماعي أقل مقارنة بغيرهم.
