تواصل - فريق التحرير:
أصبحت شبكة الإنترنت، مصدرًا للمعلومات الطبية لكثير من الناس، لكن الإشكالية في مدى موثوقيتها، وهو الأمر الذي قد يترتب عليه تداعيات صحية خطرة بالنسبة للبعض، الأمر الذي يفرض ضرورة التعامل بحذر معها.
وفي مقاله المنشور بجريدة "الرياض" تحت عنوان: "حملة وطنية لمواجهة الإفتاء الطبي"، صنّف الدكتور بدر بن سعود، المعلومات الطبية على الإنترنت إلى ثلاثة أشكال:
-الأول موجود على صفحات الجامعات الطبية والمستشفيات التعليمية الكبيرة والمواقع الصحية الرسمية.
الثاني يوجد في المجلات والمنتديات الإلكترونية ويركز على الجانب التوعوي والإسعافي ولا يدخل في التفاصيل.
-الثالث يعرض على المنصات الإلكترونية المختلفة و80 في المئة من محتواه غير صحيح.
اقرأ أيضًا:
«زيوت السُّرة» تعالج أمراضاً عديدة.. «النمر» يردّ على معلومات طبية خاطئة
مليار عملية بحث في اليوم الواحد
واستشهد بن سعود بإحصائية صدرت في عام 2019، أظهرت أن محرك البحث "جوجل" كان يستقبل 70 ألف بحث عن معلومات طبية في كل دقيقة، وبما يعادل مليار عملية بحث في اليوم الواحد.
غير أن الإشكالية فيما يشير إليه، وهو أن "خوارزميات جوجل الذكية تعمل على ما يرغب فيه المستخدم والمعلن معًا"، إذ أن "صدق أو كذب الموقع لايغير شيئًا في قناعات منطق الآلة، وكأنها تعمل بنفس أسلوب الكتب الأكثر مبيعًا، واعتمادها على التسويق والإثارة المفتعلة والتفضيلات المدفوعة، بصرف النظر عن المحتوى الهش أو غير الصحيح في معظمها".
معلومات مغلوطة
ورصد الكاتب، بعض الأفكار الخاطئة التي يتم تقديمها من قبل مجتهدين باعتبارها حقائق طبية لا تقبل الجدل، والواقع إنها مجرد تخبطات لا أكثر، ومن أمثلتها:
-تناول الفيتامينات يجعل الشخص بصحة جيدة، والصحيح أن الدراسات ربطت بين تناولها دون حاجة وأمراض السرطان.
-الإصرار على أن الإنسان يحتاج إلى ثمانية أكواب من الماء في اليوم لمقاومة الجفاف، والحقيقة أن الأشخاص يختلفون في احتياجهم اليومي بالزيادة أو بالنقص.
-تحميل التلفزيون مسؤولية ضعف أو قصر النظر، والاتهام مقبول في حالة التلفزيون الملون القديم لأنه ينتج أشعة إكس، بينما التلفزيونات الحالية لا تضر العينين وأقصى ما يمكن أن تحدثه هو الصداع وحده.
-الكذبة الأكبر تتمثل في الادعاء أن الآدميين لا يستخدمون إلا 10 في المئة من عقولهم، فقد أثبتت المسوح الدماغية توظيف الإنسان لكامل مراكز دماغه بفاعلية.
اقرأ أيضًا:
تنبيه مهم من “الصحة” حول بعض المعلومات الطبية
الوصفات الشعبية
ومن الأخطاء الشائعة التي يرصدها الكاتب، أن "الناس يعتقدون بفاعلية الأساليب التقليدية والوصفات الشعبية، ويفضلونها على أبسط الأدوية كالمضادات الحيوية بعد استخدامها لفترة قصيرة".
واستشهد في هذا السياق بتحذير لمنظمة الصحة العالمية من أن عدم استكمال كورس المضادات يؤدي إلى تكون بكتيريا تقاومها، وسيكون ذلك السبب الأساس في وفاة 400 ألف شخص في 2050، أو أنهم يستخدمون مسكنات نصحهم بها آخرون.
وبحسب المنظمة نفسها، فإن 40 ألف شخص يموتون سنويًا نتيجة لسوء استخدام المسكنات بأنواعها، وفق ما ينقل.
