الثلاثاء، 21 شوال 1445 ، 30 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

3 أشياء تعينك على التمييز بين الخير والشر.. تعرف عليها

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

سيبقى الخير والشر ما دامت الحياة، لكن كيف يمكن للشخص أن يميز بينهما، هذا ما يجيب عنه الدكتور حمزة بن سليمان الطيار في مقال نشرته جريدة "الرياض" تحت عنوان: "التمييز بين الخير والشر" من خلال استعراضه للأسباب والدوافع في كلا الحالتين في الوقفات الثلاث التالية:

الوقفة الأولى

اضافة اعلان

الأولى: إنما ركَن بعضُ الناس إلى الشر مع ما يكتنفه من السلبيات والأضرار العاجلة والآجلة، وعزفوا عن الخير مع ما فيه من المنافع؛ لأن الخيرات لا بد لها من قهر النفس وتحمُّلِ المشاقِّ التي يستلزمها تحصيلُ النافعِ والمحافظة عليه.

وأضاف "ولا يخلو الخير من ذلك، أما الشر فكثيرٌ منه سهل المنال وما يحتاج منه إلى كدٍّ وتحصيلٍ فلا يخلو من تضمُّنِهِ أموراً تصبو إليها النفوس بطبعها، وتَؤُزُّ الشهواتُ إلى تحصيلها، والخير الذي لا تكدره الشوائب هو الجنة، والشر الذي لا هوادة فيه هو النار".

واستشهد بالحديث الذي رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ»، متفق على معناه، وهذا الحديث لمسلم، وهكذا في أمور المعاش، فخصال التقدم والنباهة والسيادة لا يُحافظُ عليها إلا من وطّن نفسَه على مكابدة الشدائد بمختلف أنواعها، وقد صدق القائل:

لولا المشقَّةُ ساد الناس كُلُّهُمُ ... الجودُ يُفقِرُ والإقدام قتّالُ

وتابع الطيار "ولم يزاحم الشرُّ الخيرَ لأجل تكافُؤِهما في أنفسهما؛ إذ لا يختلف العقلاء في أفضلية الخير بالنظر إلى ذاته، وفي أدونية الشر بذاته؛ ولهذا لا يدافع تارك الخير عن نفسه إلا بدعوى أنه لم يترك خيراً، فلم يسعْه أن يُوَلِّيَه ظهرَه حتى ألبسه لباساً استعاره له حيث زعم أنه شرٌّ، وإن أضمر في نفسه معرفةَ أن الأمر ليس كما قال، كما أن آتيَ الشرِّ لا يتجرؤُ على الدفاع عن موقفه إلا بدعوى أن ما يأتيه خيرٌ".

اقرأ أيضًا:

قصة مؤثرة.. هكذا تغيّرت حياة الشاب بعد دعاء والده له بالخير (فيديو)

الوقفة الثانية

أما الوقفة الثانية، كما يشير الطيار فهي "قابلية التمييز لا تكفي لحصول التمييز بالفعل ما لم تُستثمر، وليس الناس سواء في وسائلِ استثمارها، فمنهم من يكون مرجعًا يُرجَعُ إليه لمعرفة الخيرات والشرور في تخصصه، ومنهم من لو استغلَّ مواهبه لكان بتلك المرتبة، فإذا نشط في جزئيةٍ إلى البحث والاستقصاء فيها كان له من البصيرة ما يُؤهله للتمييز، وإن آثر الإمساك عن البحثِ لم يكن له بد من الرجوع إلى غيره، ومنهم من قصارى تمييزه في الأمور المحتاجة إلى المعرفة أن يرافق الرفيقَ الملائم وأن يرجعَ إلى أهل الاختصاص الموثوقين".

وأضاف "وهذا الصنف هو الأغلبية الكاثرة، هذا في الأمور الخاصة الجزئية، أما الشأن العام وقضايا الأمة فالشأن فيها موكولٌ إلى الإمام ومن ولاه منها ما رآه أهلاً لأن يقوم به، والتنظير الشرعي لتفاصيلها موقوفٌ على مجتهدي العلماء الموثوق بعلمهم وديانتهم، والمشهود لهم بالترفع عن الانسياق وراء الشعارات، والتسوُّرُ على الخوض فيها شرٌّ له تبعات غير محمودة العواقب".

اقرأ أيضًا:

صنع الخير لا يموت.. مواطن مُبتعث ينقذ مُسنة أمريكية عالقة في العاصفة الثلجية بنيويورك (فيديو مؤثر)

الوقفة الثالثة

ثالث الوقفات كما يبين الكاتب هي أنه "لا يأتي الشرُ إلا نتيجة لسعي ساعٍ جلبه بشكلٍ أو بآخر، وأساليبُ جلْبِه كثيرةٌ منها الظاهر ومنها الخفي، ومنها ما هو من قبيل الأفعال بارتكاب الأفعال الخطيرة، ومنها تُروكٌ تتمثل في إهمال الأسباب، والزهد في الوقاية، والاسترخاء في مقام الحزم، كما أن الخير لا يذهب إلا بتفريطٍ من الإنسان إما بأن يجلب إليه من الشر ما يُزحزحه عن مكانه ويقضي عليه، وإما أن يتخلى عن الأسباب التي تبقيه وتمكِّن من المحافظة عليه".

واستشهد في هذا السياق بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وقال ذو الإصبع العدواني أحد حكماء العرب: "يا معشرَ عدوان، إن الشرّ ميّت، وإنما يأتيه الحيّ فيصيبه، ومن اجتنب الشرَّ لم يَثِب الشرُّ عليه؛ يا معشر عدوان، إن الخير عَزُوفٌ أَلُوفٌ، ولم يفارق الخير صاحبه حتى يفارقه ولن يرجع إليه حتى يأتيه".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook