أكد الكاتب يوسف القبلان، أن المدير مثل جميع الموظفين، بحاجة للتقييم والتغذية الراجعة والتقدير والتحفيز مثل غيره من الموظفين.اضافة اعلان
واستعرض القبلان عبر صحيفة "الرياض"، حوارًا دار بين مدير وموظف كان يستعد لمغادرة عمله، يتعرف فيه الأول على رأي الثاني فيه بصراحة، على النحو التالي:

تفاصيل الحوار بين الموظف والمدير

قبل مغادرة الموظف للعمل في جهة أخرى، أراد المدير أن يتعرف على تقييم هذا الموظف له خاصة أنه كان أحد (المشاكسين)، أي كان لديه الثقة ليقول رأيه بصراحة وهو رأي قد لا يتفق مع رأي المدير.
قال المدير: يقال إن أغلبية المغادرين للمنظمات التي يعملون فيها يفعلون ذلك بسبب المديرين، هل ينطبق عليك هذا الكلام؟ 
قال الموظف: هذا غير صحيح بالنسبة لي، أنا أغادر تحقيقًا لأهداف مهنية طموحة، أنت تحملت اختلافي معك في الرأي في مواقف كثيرة، كنت مهنيًا وحريصًا على مصلحة العمل واستثمار مهارات وخبرات الموظفين بصرف النظر عن آرائهم الشخصية، تعاملت مع الموظفين بمهنية عالية، تركز على الجودة والتطوير المستمر وتشجع على تقديم الأفكار الجديدة والمبادرات، أقول هذا الرأي الآن وأنا مغادر ولم أقله أثناء العمل تحقيقا للمصداقية.
قال المدير: فعلاً أنت لم تتكرم بهذا التقييم من قبل، المدير موظف مثل جميع الموظفين، وإن كانت مهامه مختلفة، ولكنه بحاجة للتقييم والتغذية الراجعة والتقدير والتحفيز مثل غيره من الموظفين؟
قال الموظف: أتفق معك، لقد رسخ في بعض التقاليد الإدارية أن الموظف الذي يثني على مديره يفعل ذلك لمصالح خاصة. المدير إنسان لا يستغني عن التحفيز والإشادة بإنجازاته وأسلوبه في الإدارة عندما يستحق ذلك.

نقد الموظف للمدير عن بعد

يجد بعض الموظفين الوقت وأحيانا المتعة في نقد رؤسائهم عن بعد، وهذا النوع من النقد غير مفيد للرئيس، وغير مفيد للموظف وبالتالي غير مفيد للمنظمة، المدير الواثق من نفسه يرحب بالنقد ومثلما يستفيد من التنبيه على بعض الأخطاء فهو أيضًا بحاجة قبل ذلك إلى تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصيته وأسلوبه في العمل وتقدير إنجازاته.
المهم هو الابتعاد عن المبالغة، التغذية الراجعة تكون مفيدة عندما تقدم بلغة مهنية وليس لغة إنشائية، في الاجتماعات أو في الندوات يحدث أحيانًا أن يتحدث أحد زملاء العمل ويوجه نقدًا إنشائيًا قاسيًا بلغة غير مهنية، يفعل ذلك معتقدًا أن ما يقوم به شجاعة تستحق التصفيق! أنت تعرف - والحديث ما زال للموظف - أنني لست من هذه الفئة، كنت أطرح الآراء ليس بهدف الانتقاد وإنما للإثراء، وكما أن النقد عن بعد غير مفيد فكذلك النقد العلني المباشر غير المهني.
قال المدير: نعم كنت كذلك وكنا نستفيد من آرائك لأنها كانت آراء موضوعية هادفة، ولم تكن للاستعراض أو لعب دور البطولة كما يفعل البعض في الاجتماعات والندوات حين يرتفع الصوت وتتضخم الكلمات ويضيع الهدف وسط عاصفة (انتقاد) لا علاقة لها بالتقييم أو النقد.