تواصل - فريق التحرير:

حذرت دراسة جديدة من أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد يؤدي إلى التهاب الأمعاء.

وتوصلت الدراسة التي أجريت بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 40 عامًا أو أكثر إلى أن المضادات الحيوية قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض الأمعاء، مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، لمدة عام إلى عامين بعد الاستخدام.

وكان الخطر الأكبر يتمثل في فئتين من المضادات الحيوية - النيتروإيميدازول والفلوروكينولونات - التي تستخدم غالبًا لعلاج التهابات الأمعاء.

اقرأ أيضًأ:

دراسة تكشف: المضادات الحيوية سبب الإصابة بالقولون العصبي

استهداف جميع أنواع البكتيريا بشكل عشوائي

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "جوت"، إن هذه الأدوية تستهدف بشكل عشوائي جميع أنواع البكتيريا، وليس فقط تلك المسببة للأمراض.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور آدم فاي، أستاذ مساعد في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك: "قد تؤثر المضادات الحيوية على تطور مرض التهاب الأمعاء من خلال تغيير الميكروبيوم".

ولتقليل خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء، ينصح فاي باستخدام المضادات الحيوية فقط عند الحاجة وليس للأمراض الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا أو أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي الأخرى، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

وأضاف: "نريد أن يتحسن المرضى بسرعة، لذلك قد نكون أكثر استعدادًا لوصف مضاد حيوي في بعض هذه الظروف، ولكن بالإضافة إلى تفاقم أنماط المقاومة البكتيرية، فهذا سبب آخر لممارسة الإشراف على المضادات الحيوية. بعبارة أخرى ، استخدم المضادات الحيوية عند الحاجة ، ولكن كن حذرًا بشأن وصفها للعدوى التي من المحتمل أن تكون ذاتية الشفاء أو من المرجح أن تكون فيروسية".

وحذر فاي من أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يمكن أن يغير التوازن البكتيري في الأمعاء، والذي يسمى الميكروبيوم، مع عواقب وخيمة.

ومع ذلك، لا تثبت الدراسة أن المضادات الحيوية تسبب مرض التهاب الأمعاء، ولكن يبدو أن هناك علاقة.

نتائج الدراسة

واستند الباحثون إلى قاعدة بيانات طبية دنماركية شملت أكثر من 6.1 مليون دنماركي خلال الفترة من 2000 إلى 2018 لم يتم تشخيص إصابتهم بمرض التهاب الأمعاء. ورصد الباحثون وصف المضادات الحيوية، بنسبة 91 في المائة للمشاركن في الدراسة.

وخلال الفترة ما بين عامي 2000 و2018، تم تشخيص أكثر من 36 ألف شخص بالتهاب القولون التقرحي، وما يقرب من 17 ألف مصاب بمرض كرون.

ووجد الباحثون أنه من بين الأشخاص الذين تناولوا المضادات الحيوية، كان الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 40 عامًا أكثر عرضة بنسبة 28 في المائة للإصابة بمرض التهاب الأمعاء، كما كان 48 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا، و47 في المائة من أولئك الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء، في الستينيات من العمر أو أكبر.

وكانت المخاطر أعلى قليلاً بالنسبة لمرض كرون مقارنة بالتهاب القولون التقرحي: 40 في المائة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 40 سنة ؛ 62 في المائة بين 40-60 سنة؛ و51 في المائة بين من هم في الستينيات من العمر أو أكبر.

وأشار الباحثون إلى أن الخطر يرتفع مع كل جرعة من المضادات الحيوية- إضافة 11 في المائة إلى المجموعة الأصغر سنًا، و14 في المائة للأكبر سنًا.

وأولئك الذين تناولوا خمس دورات أو أكثر من المضادات الحيوية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض التهاب الأمعا: بالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 40 عامًا، ارتفع الخطر بنسبة 69 في المائة. تضاعف بالنسبة لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا، وكان أعلى بنسبة 95 في المائة لمن هم في الستينيات من العمر أو أكبر.

كما كان للعامل الزمني دور في تأثير المضادات الحيوية، إذ كانت أعلى بنسبة 66 في المائة في أول عامين وانخفضت إلى 13 في المائة بعد أربع أو خمس سنوات.

اقرأ أيضًا:

مضادات حيوية ومسكنات.. انتبه: هذه الأدوية تغير تحليل المخدرات لإيجابي

أضرار التغيرات في الميكروبيوم

وأشارت الدكتورة بيثاني ديفيتو، الرئيس المساعد لأمراض الجهاز الهضمي الإسعافية في نورثويل هيلث في جريت نيك بنيويورك، إلى أن ميكروبيوم الأمعاء معقد للغاية.

وقالت بعد مراجعة النتائج: "أي تغيرات في الميكروبيوم يمكن أن تؤدي إلى أمراض في الجهاز الهضمي على وجه الخصوص مع متلازمة القولون العصبي. هناك حديث عن كونه عاملاً في التسبب في مرض التهاب الأمعاء، بسبب الالتهاب الذي يمكن أن يحدث من تغيير الميكروبيوم".

ويمكن أن تغير المضادات الحيوية الميكروبيوم وتسبب الإسهال والغازات والانتفاخ. لذلك، قالت ديفيتو، "الارتباط مع مرض التهاب الأمعاء ليس مفاجئًا".

ونصحت بـ "استخدم المضادات الحيوية فقط إذا كان لديك مؤشر واضح على ذلك. كثير من المرضى يريدون مضادات حيوية لجميع أنواع الأمراض وقد يجد الأطباء صعوبة في مقاومة وصفها".

وقالت ديفيتو إن هذه الطلبات يمكن أن تكون مزعجة ، ويجب على الأطباء التمسك برفضهم. وأضافت: "الجميع يبحث عن حبة سحرية دون أن يدرك أن هناك عواقب لذلك السحر".