تواصل - وكالات:

تُوفي رجل في الجزائر في واحدة من أغرب حوادث الموت، وذلك أثناء حفره قبر جاره المتوفى بمنطقة "وادي الرمان" بالعاشور بالجزائر العاصمة، وكان آخر ما قاله لصديقه الذي كان يحفر معه القبر: هذا قبر جارنا علينا أن نهيئه جيداً لأنه سيكون بيته في الآخرة، قبل أن يقف لعشر ثوان ويتهاوى جثة في القبر.

حادثة الوفاة تعود إلى مشاركة الجزائري حبيب يوسف، سائق شاحنة، في حفر قبر جاره، بعدما طلب صديقه الحاج حميدة، صهر المتوفى مساعدته، وبالفعل نزل الصديقان في مقبرة وادي الرمان وبدأ كل واحد منهما في حفر القبر.

وأضاف الحاج حميدة لـ "الشروق" الجزائرية، أنهما كانا يتبادلان حفر القبر، قبل أن تأتي المرحلة الأخيرة، حيث عثرا على حجرين كبيرين، فقاما بتكسيرهما لإخراجهما من القبر، وفيما تمكنا من إخراج الحجر الأول، بقى الثاني عالقا في القبر، فقال الحاج حميدة اتركها إن جثة جارنا ستدخل القبر.

لكن صديقه حبيب يوسف رد عليه بعبارة كانت آخر ما نطق به قائلاً: "كيف أترك الحجر، هذا قبر جارنا، وهذا المكان سيكون منزله في الآخرة، علينا أن نهيئ له منزله في أحسن صورة كما بيته في الدنيا"، وبالفعل قام بتكسير جزء من الحجر قبل أن يحمل الفأس ويضعه جانباً، وخلال 10 ثوانٍ تهاوى وسقط في قبر جاره ميتاً.

واستطرد الحاج حميدة في القول: لحظتها لم أتمالك نفسي، فقمنا بنقله إلى جناح المستشفى، حيث أعلمونا أنه توفي في القبر الذي كان يحفره بسبب سكتة قلبية.

تأخر تشريح جثته لم تمكن من دفنه في نفس القبر الذي حفره، لكن جثة جاره دفنت في العاشرة صباحاً في القبر، ودفن هو مساء في قبر شارك في حفره جمع غفير من أبناء منطقة الرمان.