أ
أ
يعاني كثير من الناس من مشاكل النوم، والتي تعد طبيعية إذا ما تكررت بين الحين والآخر، لكن إذا حدثت طوال الوقت، فقد يرتبط الأمر بمشاكل صحية.
وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تسبب اضطراب النوم، بدءًا من التوتر والقلق وحتى الضوضاء واضطراب الضوء. وغالبًا ما تنتهي بمجرد إصلاح هذه الأسباب. لكن مشاكل النوم قد تكون ناجمة عن شيء أكثر خطورة.
وكشف مايك كوكسيس، خبير النوم عن كيف يمكن أن يكشف النوم عن بعض المشكلات الصحية الأساسية الخطيرة، وعن بعض مشكلات النوم الأكثر شيوعًا والتي يمكن أن تكون علامة على مشاكل طبية تتطلب التدخل.
الأرق
الأرق هو اضطراب شائع يجعل من الصعب الحصول على النوم أو الاستمرار فيه. وقد يؤدي إلى استيقاظ الشخص مبكرًا وعدم القدرة على العودة إلى النوم.وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون مرتبطًا بعوامل نمط الحياة، أو الحالة العقلية للشخص، إلا أنه يمكن أن يشير إلى تقلبات الهرمونات أو ارتفاع ضغط الدم.
وقال كوكسيس: "ترتبط الهرمونات ارتباطًا وثيقًا بدورة نومك، وإذا تعطلت، يمكن أن تمهد الطريق للأرق"، وفق ما أوردت صحيفة "إكسبريس".
وأضاف: "الميلاتونين هو هرمون ينتجه الدماغ ويلعب دورًا أساسيًا في تنظيم إيقاعات الجسم البيولوجية (ساعة الجسم الداخلية على مدار 24 ساعة)". وأوضح أنه "إذا كان الشخص يعاني من الأرق المستمر، فقد يشير ذلك إلى أنه يعاني من نقص الميلاتونين. غالبًا ما تنخفض مستويات الميلاتونين في الجسم مع تقدم العمر، وقد تم ربطها بالخرف والسكري من النوع الثاني وانخفاض الحالة المزاجية".
ويمكن اختبار مستوى الميلاتونين في الجسم عن طريق اختبار الدم أو البول أو اللعاب.
وتابع خبير النوم: "أظهرت الدراسات أن المصابين بارتفاع ضغط الدم غالبًا ما يعانون من الأرق. ارتفاع ضغط الدم هو نتيجة استخدام قوة عالية لضخ الدم عبر الأوردة. وهذا يضع الضغط على الأوعية الدموية ويمكن أن يسبب الصداع وصعوبات في التنفس وحتى آلام في الصدر".
وأشار إلى أنه "إذا كنت تعاني من الأرق الذي لا يتغير ببساطة، فقد يكون ذلك إشارة إلى أنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم"، وينصح في تلك الحالة بمراجعة الطبيب.
التعب المستمر
الشعور بالتعب حتى بعد النوم كثيرًا قد يعني أن الشخص يفتقر إلى هرمون معين.وقال كوكسيس: "يلعب البروجسترون دورًا أساسيًا في نظافة النوم حيث يعمل الهرمون على تهدئة الدماغ".
وأصاف: "في الواقع، غالبًا ما يُشار إلى هرمون البروجسترون على أنه مضاد الاكتئاب الطبيعي في الجسم. يحفز الهرمون مستقبلات GABA في الدماغ، مما يوفر تأثيرًا مهدئًا، وهو أمر ضروري لتحقيق نظافة النوم المثالية".
وأشار إلى أن "انخفاض مستويات هرمون البروجسترون غالبًا ما يعطل دورة النوم العميق للجسم ويسبب الأرق والتعرق الليلي وتوقف التنفس أثناء النوم".
ويمكن فحص مستويات هرمون البروجسترون عن طريق فحص الدم.
اضطراب النوم
إذا كنت تشعر أنك تستيقظ كثيرًا في الليل أو تجد صعوبة في النوم بشكل صحيح، فربما يكون ذلك مؤشرًا على الإصابة بمرض السكري. ويعاني واحد من كل شخصين مصابين بالسكري من النوع الثاني من اضطراب النوم.قال كوكسيس: "غالبًا ما يكون هذا نتيجة لمستويات السكر غير المستقرة في الدم. يمكن أن يسبب انخفاض مستويات السكر في الدم الأرق والتعب المستمر، في حين أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يتسبب في عمل الكلى لساعات إضافية، مما يؤدي إلى التبول المتكرر".
وذكر أن "قلة النوم تزيد من هرمون الجوع الجريلين وتثبط هرمون اللبتين الذي يتيح لنا معرفة أننا شبعنا. لذلك، فإن الحرمان من النوم يمكن أن يتسبب في معاناة الشخص من آلام الجوع المتكررة والرغبة الشديدة في تناول السكر. وهذا شائع بشكل خاص لدى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني".
ويمكن اختبار مرض السكري عن طريق إجراء فحص الدم.
مشاكل النوم المستمرة
تعتبر صعوبة النوم علامة على فرط نشاط الغدة الدرقية. وأضاف كوكسيس: "أثبتت الدراسات أن الخلل في الغدة الدرقية يسبب مشاكل في النوم لدى 71.9 بالمئة من الناس. عادة، يعاني الشخص المصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية من تقلبات مزاجية وموجات من العصبية وزيادة في القلق".
وتابع: "ونتيجة لذلك، فإن أولئك الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية يميلون إلى مواجهة سوء النظافة أثناء النوم، على الرغم من أن حالتهم تضمن أنهم يشعرون بالتعب المستمر".
وأشار إلى أن "صعوبة النوم والبقاء في النوم أمر شائع، وغالبًا ما يجد المصابون أنفسهم مستيقظين لعدة ساعات مع أعراض القلق".
