أ
أ
حذر باحثون من إفراط النساء في شرب القهوة أثناء الحمل، بعد أن وجدوا أن الكافيين قد يزيد من خطر إصابة أطفالهن بالتوحد.
واستندت التحذيرات إلى دراسة أجريت على الفئران أعطيت كمية مماثلة من الكافيين لتلك التي تتناولها المرأة الحامل في المتوسط، بعدما أنجبت فئرانًا أظهروا بعض العلامات المميزة للتوحد.
ويعتقدون أن هذا السبب هو التغيرات في وظائف المخ في الرحم والتي تسبب ضعف الاتصال بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض التوحد.
تناول النساء الحوامل للكافيين
ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة بأن تحد النساء الحوامل من تناول الكافيين إلى حوالي 200 ملج/ يوميًا، أي حوالي كوبين من القهوة. وأظهرت النتائج التي نشرت في مجلة "علم السموم البيئية والسلامة البيئية"، أن الفئران حديثي الولادة الذين ولدوا لأبوين يشربان الكافيين واستمرا في تناول نظام غذائي غني بالدهون أكثر عرضة للإصابة بأعراض تشبه أعراض التوحد.
وسلطت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ووهان في الصين، الضوء على عوامل الخطر التي يزيدها تناول الكافيين واتباع نظام غذائي عالي الدهون لتشخيص مرض التوحد، "مشددة على أهمية تجنب العوامل البيئية الضارة أثناء الحمل وبعد الولادة".
وتضاف النتائج إلى العديد من الدراسات التي تظهر أن النساء الحوامل اللاتي يشربن الكافيين أكثر عرضة لولادة أطفال أصغر حجمًا.
ومع قيام بعض النساء بشرب أكثر من 300 ملج من الكافيين يوميًا، تحذر الدراسة من أن المزيد من الأطفال سيظهرون علامات التوحد ما لم تقلل النساء الحوامل من تناوله.
ووفقًا للنتائج، فإن المرأة الحامل تشرب في المتوسط ما بين 200 ملج/يوميًا إلى 500 ملج/يوميًا، أي ما بين كوبين وأربعة أكواب، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
الكافيين وأعراض التوحد
وتحقق الباحثون خلال الدراسة التي أجريت على الفئران من أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الدهنية والمعالجة بعد الولادة مع الكافيين في الرحم من شأنه أن يؤدي إلى أعراض التوحد. وقاموا بتقسيم الفئران الحوامل إلى مجموعتين - مجموعة تعرضت لما يعادل كوبًا ونصف، ومجموعة أخرى تعرضت لدواء وهمي.
وأجريت الاختبارات السلوكية لتحديد السلوكيات المشابهة لاضطراب طيف التوحد في النسل بما في ذلك اختبارات التفاعل الاجتماعي وتحديات الذاكرة.
كما أجروا اختبارات فسيولوجية لتحديد تكوين الميكروبيوم ونشاط الدماغ.
وكانت الفئران التي تعرضت للكافيين في الرحم أكثر عرضة لإظهار علامات التوحد، مثل الخلل الاجتماعي وضعف التفكير المكاني، بعد ولادتها.
ويُعتقد أن الكافيين يعطل النمو بينما يؤدي اتباع نظام غذائي عالي الحقيقة إلى زيادة الالتهابات واختلال توازن البكتيريا المعوية، ويعتقد أن كلاهما يزيد من احتمالات ظهور علامات التوحد على الطفل.
وبعد الولادة، تم تقسيم النسل إلى مجموعات بناءً على نظامهم الغذائي، حيث يتلقى البعض نظامًا غذائيًا قياسيًا ويتلقى البعض الآخر نظامًا غذائيًا عالي الدهون يتبعه العديد من الأمريكيين.
مكّن هذا التصنيف الباحثين من دراسة كيفية تأثير التعرض للكافيين قبل الولادة والأنماط الغذائية بعد الولادة معًا على احتمال ظهور سلوكيات تشبه مرض التوحد.
الكافيين يرفع ضغط الدم في دماغ الجنين
والكافيين هو منبه يمكن أن يرفع ضغط الدم. في دماغ الجنين، قد يتداخل الكافيين مع التطور الطبيعي للدوائر العصبية وأنظمة الناقلات العصبية، والتي تعتبر ضرورية لمختلف الوظائف المعرفية والسلوكية.وحتى تناول الحد الأدنى من الكافيين أثناء الحمل يمكن أن يعطل نوم الطفل وأنماط حركته في المراحل المتأخرة من الحمل.
وقال الدكتور دان شو، مؤلف الدراسة وأستاذ العلوم الصيدلانية في جامعة ووهان: "وجدنا أن ذكور الفئران التي تعرضت لبيئات معاكسة قبل الولادة أظهرت سلوكيات توحدية، لكن الفئران الذكور والإناث أظهروا سلوكيات توحد نموذجية بعد إطعامهم نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون".
وأضاف: "وهذا يشير إلى أنه ينبغي أيضًا إيلاء الاهتمام لنسل الإناث المعرضات لبيئات ما قبل الولادة المعاكسة".
التغيير في ميكروبيوم الأمعاء
وارتبط التغيير في ميكروبيوم الأمعاء بعملية خضعت فيها خلية مناعية معينة لتغييرات في عملها، مما أدى إلى مستويات أعلى من مركب معروف بخصائصه المسببة للالتهابات في الجسم.ويمكن أن يصل هذا المركب الالتهابي إلى الدماغ ويؤدي إلى إتلاف الروابط المهمة بين خلايا الدماغ.
وقال الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى أن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء قد تكون هدفًا محتملاً للوقاية من مرض التوحد وعلاجه في المستقبل".
وكانت التأثيرات أكثر وضوحًا في ذكور الغئران، مما يشير إلى أنه يمكن رؤية اختلاف مماثل في الأطفال الرضع.
