مع تصاعد وتيرة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي، لجأ ملايين من الناس في مختلف دول العالم إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعرف عن قرب على الإسلام.اضافة اعلان
وعلى وجه الخصوص، شهد تطبيق "تيك توك"، ارتفاعًا متزايدًا في أعداد المنشورات والبث المباشر والمناقشات حول القرآن، حيث مثلت ردود فعل الفلسطينيين المرتبطة بإيمانهم بالعقيدة الإسلامية مصدر إلهام لهم.

هاشتاج #Islam يحقق أكثر من 35 مليار مشاهدة

ووفقًا للتحليلات، فإن هاشتاج #Islam اكتسب شعبية سريعة منذ تدشينه في أوائل أكتوبر. وجذبت مقاطع الفيديو التي تستخدم الهاشتاج أكثر من 35 مليار مشاهدة على مستوى العالم، ومليار مشاهدة في الولايات المتحدة و360 مليونًا في كندا، مع تراوح عمر غالبية المشاهدين بين 18 و24 عامًا.
وسلط تقرير نشره موقع "ذا كونفيرزشن"، الضوء على ستة من "التيكتوكر" في أمريكا الشمالية تحدثوا في مشاركات لهم عن رحلتهم لدخول الإسلام تأثرًا بالأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة. 

الحمد لله

وأبدى هنتر جريفز (@Hunter Graves) الطالب الجامعي البالغ من العمر 21 عامًا من ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية، تأثره على وجه الخصوص بردود فعل النساء في غزة، قائلاً: "ترى النساء يركضن خارج المباني المدمرة ويحملن طفلهن الميت، وأول شيء يفعلنه هو الحمد لله" .
ونشر خلال الشهرين الماضيين عدة مقاطع فيديو تناقش الإسلام. وفي بعضها يعرض الكتب التي اشتراها؛ وفي حالات أخرى، قال إنه "يفكر بشكل متواضع في أن يصبح مسلمًا".
وحصد أحد مقاطع الفيديو التي تعبر عن حماسته تجاه قول الفلسطينيين "الحمد لله" ما يقرب من مليوني مشاهدة.
وفي 27 أكتوبر، نشر جريفز مقطع فيديو وهو ينطق الشهادة في أحد المساجد، قائلاً: "مع الإيمان، يكون للمعاناة معنى".

إقبال كبير على وسائل التواصل الاجتماعي .

وقال محمد كوليلا، إمام المركز الإسلامي بوسط مدينة دنفر، إن الناس باتوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعرفة وتحدي التحيزات والتعبير عن التضامن.
وأضاف: "يمكنك أن تفعل الكثير باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، موضحًا أن بعضها يربط نضال الفلسطينيين بكفاح السكان الأصليين في أمريكا الشمالية وجنوب إفريقيا. 
ويقول العديد من مستخدمي "تيك توك"، إن الحركة فككت المعتقدات السلبية حول الإسلام التي نشأوا عليها.
ورأوا أن ما يحدث عبر الإنترنت يتناقض مع المشاعر المعادية للمسلمين التي تزايدت في الغرب منذ أوائل القرن الحادي والعشرين. 
وأصدرت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الكندي مؤخرًا تقريرًا يوضح تكرار وأضرار التمييز والعنف والكراهية عبر الإنترنت ضد المسلمين الكنديين.

فلسطين عامل التحول

ونشرت ماديسون (@6toedcats) ، البالغة من العمر 24 عامًا من تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية، مقطع فيديو دامعًا في منتصف أكتوبر، وهي تبحث عن نساء مسلمات من أجل مساعدتها على أن تصبح مسلمة. 
وسبق لها أن بحثت عن الإسلام عبر الإنترنت، لكنها قالت إن فلسطين كانت عامل التحول، "لقد خطرت في ذهني أنني أفكر في نفسي كمسلمة، فلماذا لست مسلمة بالفعل؟".
ونشر تشارلي بولينج (@gingerbeard.prog)، الذي يعتبر نفسه ملحدًا، مقاطع فيديو يستمع فيها إلى القرآن ويقرأه. وقال: "أرى الإيمان الفلسطيني الذي أبقاهم راغبين وأقوياء. عندما بدأت قراءة القرآن، أردت توثيق رحلتي".

هجمات 11 سبتمبر

في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، حدثت ظاهرة مماثلة تتمثل في استكشاف الأشخاص للإسلام، وبخاصة بين النساء. ويعكس الاهتمام الحالي ذلك، ولكنه يحدث الآن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأمام جمهور أوسع بكثير.
بدأت كاميلا وداد (@camelawidad) في التعرف على الإسلام في الأشهر التي سبقت أحداث 11 سبتمبر، ثم اعتنقت الإسلام رسميًا في عام 2003.
قالت عن تجربتها: "بدأنا نرى الناس يقولون" ماذا؟ هل هو حقًا دين يشجع الإرهاب؟، وعندها رأيت الأمر يكتسب زخمًا". 
وأدى الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي اليوم إلى إضفاء الطابع الإنساني على المسلمين، بعد أن أبقى الفلسطينيين في غزة صامدين في مواجهة الشدائد. 
وانجذبت الجماهير إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقدم الإسلام إجابات للأسئلة الوجودية حول الحياة والموت والمعاناة. ويشجع القرآن على الربط بين الدروس المستفادة من قصصه وحاضره، مما يساهم في قيمته في أوقات الشدة.

إعادة استكشاف الإسلام

كما أن الارتفاع الكبير في المحتوى عبر الإنترنت يلهم البعض لإعادة استكشاف عقيدتهم. 
ومن هؤلاء فاطمة عبدي (@bbyfatz)، وهي مؤثرة في مجال الموضة، ابتعدت عن الإسلام في سن المراهقة، لكنها بدأت تجد طريق العودة. 
وألهمتها مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بالآخرين للاهتمام أكثر بالإسلام، وبدأت بمشاركة أجزاء من إيمانها ورحلتها في الموضة المحتشمة مع جمهورها.
كورنيل جونز (@consciouscorn) اعتنق الإسلام قبل ثلاث سنوات. ينظر إلى الأزمة الحالية في غزة على أنها "تبدو وكأنها خسارة للإنسانية". لكن تطبيق تيك توك سمح له "بإفساح المجال للإيمان بالله".

مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي

وفي حين أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون وسلة رائعة، إلا أن كوليلا يحذر من الاندفاع إلى الإسلام أو المقارنة برحلة الآخرين عبر الإنترنت. 
قال: "امشِ إلى الإيمان، وليس إلى الناس". وأضاف: "لمجرد أن لدينا منصة، فهذا لا يعني أن لدينا السلطة".