تواصل - فريق التحرير:
بعد ثلاث سنوات من تفشي جائحة كوفيد – 19، لا يزال المجتمع العلمي منقسمًا بشدة حول أصول الفيروس.
على الرغم من الإجماع المتزايد على أنه تم تصنيعه داخل معهد ووهان لعلم الفيروسات، لكن تحليلًا جديدًا للمادة الجينية من سوق ووهان للمأكولات البحرية يشير إلى متهم جديد غير محتمل - كلب الراكون.
وأظهر تحليل التسلسلات الجينية التي تم جمعها من السوق في يناير 2020، أن كلاب الراكون التي يتم بيعها بشكل غير قانوني في السوق من المحتمل إنها كانت تحمل الفيروس وتخلص منه عند تفشي الوباء، وفقًا لتقرير نتشرته دورية "أتلانتيك".
اقرأ أيضًا:
بيان عاجل من “الصحة العالمية” عن وباء “كوفيد-19”
حذر إزاء النتائج
ومع ذلك، أعرب الباحثون الذين أجروا التحليل عن حذرهم بشأن النتائج التي توصلوا إليها، والتي لا تثبت بشكل قاطع أن كلاب الراكون هي المضيف الأصلي للفيروس.
كما قوبلت النتائج باستهزاء من قبل بعض السياسيين والمحللين، وقال أحدهم إن فرضية كلب الراكون ليست أكثر من إلهاء عن الأدلة المتزايدة على تسرب الفيروس من المختبر.
في الوقت الذي ورد فيه أنه تم سحب التسلسلات الجينية من المسحات المأخوذة من أكشاك السوق وبالقرب منها، بعد فترة وجيزة من إغلاقها من قبل السلطات الصينية بعد الانتشار الأولي للفيروس.
قالت سيما لاكدوالا، عالمة الفيروسات بجامعة إيموري: "هذا يعزز حقًا قضية الأصل الطبيعي"، في إشارة إلى كون مصدر تفشي جائحة كوفيد -19 طبيعيًا وليس مصنعًا داخل مختبر ووهان كما ذهبت أكثر من فرضية.
وكلاب الراكون هي ثدييات صغيرة وثقيلة موطنها شرق آسيا وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثعالب. ويتم بيعها بشكل غير قانوني في سوق ووهان.
ماذا وجد العلماء؟
وقاد تحليل التسلسلات الجينية كريستيان أندرسن، وعالم الفيروسات في معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا، وإدوارد هولمز، عالم الأحياء التطوري بجامعة سيدني في أستراليا؛ ومايكل ووروبي، عالم الفيروسات بجامعة أريزونا.
وفقًا لـ "أتلانتيك"، توصل العلماء الثلاث إلى أن "العديد من الأسطح في وحول كشك واحد في السوق، بما في ذلك عربة وآلة لإزالة الريش، أنتجت عينات إيجابية للفيروس تحتوي أيضًا على مادة وراثية من كلب الراكون".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه الإصبع إلى الحيوان الذي يشبه الثعلب كمصدر محتمل للفيروس، على الرغم من أن الباحثين أعربوا عن حذرهم بشأن النتائج التي توصلوا إليها.
قال أندرسن: "هل نعرف أن المضيف الوسيط كان كلاب الراكون؟ لا، هل هو على رأس قائمة المضيفين المحتملين؟ نعم، لكنها بالتأكيد ليست الوحيدة".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "اختلاط المادة الجينية من الفيروس والحيوان لا يثبت أن كلب الراكون نفسه قد أصيب. وحتى لو أصيب كلب الراكون بالعدوى، فلن يكون من الواضح ما إذا كان الحيوان قد نقل الفيروس إلى البشر".
اقرأ أيضًا:
دراسة: الإصابة بـ كوفيد – 19 أثناء الحمل تزيد خطر الوفاة سبعة أضعاف
سخرية وانتقادات
في غضون ذلك، قوبلت النظرية الجديدة المحتملة بالسخرية من قبل بعض المسؤولين والنقاد على وسائل التواصل الاجتماعي.
وغرد النائب الجمهوري جيم جوردان: "لقد أخبرونا أن كوفيد انتقل من خفاش، إلى آكل النمل، حتى الآن ، كلب الراكون. ولكن إذا كنت تعتقد أنها جاءت من معمل، فأنت صاحب نظرية مؤامرة".
يأتي ذلك في أعقاب تقرير سري لوزارة الطاقة الأمريكية يعلن أن الفيروس الذي يقف وراء كوفيد – 19 قد تسرب على الأرجح من مختبر صيني.
وجاء الاستنتاج بعد أكثر من عام من استنتاج آخر لمكتب التحقيقات الفيدرالي توصل إلى أن حادثًا معمليًا في الصين كان مصدر الفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من 6.8 مليون شخص حول العالم، من بينهم 1.1 مليون في الولايات المتحدة.
