تواصل - وكالات:

توقعت دراسة أن تذوب نصف الأنهار الجليدية في العالم وتختفي قبل نهاية القرن المقبل، في ظل مخاوف من تداعيات أكبر من الاحتباس الحراري على الرغم من الجهود الهادفة في السنوات الأخيرة لمعالجة المخاوف البيئية.

اقرأ أيضًا:

وزيرِ الطاقة يعلن إطلاق آلية السوق لتعويض وموازنة غازات الاحتباس الحراري

تحلل 50 في المائة من الجليد الطبيعي للأرض في عام 2100

وفقًا لتوقعات الدراسة، التي نُشرت في مجلة "ساينس"، فإن ما يقرب من 50 في المائة من الجليد الطبيعي للأرض سوف يتحلل بحلول عام 2100، وهو أسرع بكثير مما كان يحسبه العلماء سابقًا إذا ارتفعت درجة حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية فقط - وهو معيار حددته مئات الدول لخفض الانبعاثات وحماية المزيد من الأراضي من أجل الطبيعة والبيئة.

ومع ذلك، في المعدل الحالي للاحترار 2.7 درجة مئوية، فإن الذوبان سيصبح أكثر كارثة، حيث سيذوب 68 في المائة من الأنهار الجليدية في العالم ، بحسب الدراسة، مضيفة أن الجليد سيختفي تمامًا تقريبًا من وسط أوروبا وغرب كندا والولايات المتحدة فوق 200 سنة القادمة.

وسترتفع محيطات العالم بشكل كبير في ظل مثل هذا السيناريو، وستؤدي إلى حدوث فيضانات وكوارث كبرى أخرى في جميع أنحاء العالم، كما توقعت الدراسة، التي حللت الجليد الأرضي الجليدي ولكنها استبعدت جرينلاند والصفائح الجليدية في القطب الجنوبي.

وسيرتفع متوسط مستويات سطح البحر بأكثر من 3 بوصات خلال الـ 75 سنة القادمة إذا تم الحفاظ على مستويات الاحترار عند 1.5 درجة مئوية؛ ولكن يمكن أن تصل إلى ما يقرب من 5 بوصات إذا استمر الاحترار بالمعدل الحالي البالغ 2.7 درجة مئوية.

وجاءت التوقعات أعلى بنحو 23 في المائة من توقعات العلماء السابقة. إذ يقول العلماء إن ذوبان الجليد الجليدي مسؤول عن أكثر من ثلث ارتفاع مستويات سطح البحر. ويحدث الذوبان بشكل طبيعي، لكن أزمة المناخ وارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تسريع التراجع.

واستخدم باحثون في الدراسة، على مدار 20 عامًا، بيانات الأقمار الصناعية وغيرها من الأساليب المحدثة لتحديد وتتبع 200 ألف نهر جليدي حول العالم، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

اقرأ أيضًا:

كارثة تهدد البشرية.. اكتشاف نهر مختبئ تحت الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا

الأنهار الجليدية الأكثر عرضة للخطر

قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ديفيد راونس، مهندس مدني وبيئي من جامعة كارنيجي ميلون وجامعة ألاسكا فيربانكس: "تعتبر الأنهار الجليدية الأكثر عرضة للخطر صغيرة نسبيًا، لكنها مصدر حيوي للمياه العذبة للملايين في جميع أنحاء العالم".

وأضاف "عندما نفكر في المواقع التي يرى معظم الناس فيها الأنهار الجليدية ويزورونها، فهذا في المواقع التي يمكن الوصول إليها، كما هو الحال في وسط أوروبا، أو في أعالي الجبال في آسيا. وفي هذه المناطق يوجد الكثير من الأنهار الجليدية الأصغر. في صميم مجتمعات واقتصاديات تلك المواقع".

تأتي الدراسة الأخيرة حول ذوبان الأنهار الجليدية وسط جهود متزايدة للتخفيف من المخاوف المناخية، ومع ذلك، كان التقدم بطيئًا حيث لا يوجد أي هيئة حاكمة لديها أي سلطة حقيقية لتطبيق اتفاقية باريس للمناخ - وهي اتفاقية اعتمدها المجتمع الدولي في 2015.