تواصل - فريق التحرير:

أجاز الدكتور سعد الخثلان، رئيس الجمعية الفقهية السعودية، والأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجمع في الصلاة حال سقوط المطر، بشرطين: يبل الثياب، وتوجد معه مشقة.

وأضاف ردًا على سؤال حول "متى يجوز الجمع بين الصلاتين بسبب المطر؟": "مطر يبل الثياب، وتوجد معه مشقة، أي يجوز الجمع عند نزول المطر الذي اجتمع فيه هذان الوصفان، الأول: أنه يبل الثياب، والأمر الثاني: أن يوجد معه مشقة، أي المشقة غير المعتادة، التي لا تكون لأجل نزول المطر، أما إذا لم توجد مشقة فلا يجوز الجمع لأجل المطر".

اقرأ أيضًا:

بالفيديو.. «الخثلان» يوضح حكم الاشتراك في تطبيقات توصيل الطلبات

المشقة التي تلحق الناس

وتابع: "ولابد من وجود المشقة غير المعتادة عند نزول المطر، أما إذا لم توجد مشقة فلا يجوز الجمع لأجل المطر".

وشدد على أنه "ولابد من التفريق بين حال الناس اليوم وحال الناس فيما سبق؛ فإن الناس فيما سبق كانت المساجد مبنيةً من الطين ومسقوفةً بالأخشاب وجريد النخل، ومفروشةً بالحصباء أو بالحُصُر البسيطة، وليس هناك كهرباء، وكانت الطرق طينية، من تراب، وإذا أتى المطر أصبحت طينًا، وتختلط بها أرواث الحيوانات، فكان إذا نزل مطرٌ لحق الناس حرج عظيم في الذهاب إلى المسجد".

اقرأ أيضًَا:

بالفيديو.. «الخثلان» يوضح خطورة الأخذ من المال العام بغير حق

اختلاف الأحوال

واستدرك: "أما حال الناس اليوم، فقد اختلف اختلافًا كثيرًا، فالمساجد كما ترون أصبحت مبنية بالبناء المسلح ومفروشةً بأفخر أنواع السجاد مع الكهرباء والمكيفات، والشوارع مسفلتة، وفي بعض الأحيان لا يلحق الناس أدنى درجات الحرج غير المعتاد عند نزول المطر، بل بالعكس خاصةً في الصيف، إذا نزل المطر ربما تحسن الأمر، تلطف الجو، وخرج الناس يتفسحون، فلا تُوجد أدنى درجات الحرج".

وخلص الخثلان إلى أنه "ليس إذن كل مطرٍ يُجمع لأجله، وإنما لابد أن يكون مطرًا يحصل بترك الجمع معه مشقة".

وقال إنه "ومن أحسن ما يضبط هذه المسألة هو أن يُنظر إلى مدى تأثير هذا المطر على دنيا الناس؛ لأنها في الحقيقة هي التي تبين وجود المشقة من عدمها، فإذا كان الناس قد لزم كثير منهم بيوتهم بسبب المطر، وتأثرت الحركة التجارية؛ أُغلقت بعض المحلات، وتأثرت حركة الناس في الشوارع، فمعنى ذلك أنه يوجد حرج، فيجوز الجمع".