تواصل – فريق التحرير :
يلعب العامل النفسي للموظف دورا كبيرا في تحسين حالته أثناء العمل وبالتالي التأثير بشكل إيجابي في إنتاجه ورغم أن الغالبية العظمى من الموظفين يسعون جاهدين لكي يكونوا «أفضل دائما» في عملهم فإنه غالبا ستواجه بعض الأشخاص السلبيين الذين ينشرون «فيروس الإحباط».
وبحسب الكثير من الدراسات التي أجريت في هذا الشأن، فإن هؤلاء الأشخاص السلبيين يستطيعون نقل عدوى الإحباط والتشاؤم إلى المتواجدين بالقرب منهم، وبالتالي فإنه يجب عليك – إذا كنت تريد العمل والإنتاج بشكل جيد – الابتعاد عن هؤلاء.
محللة نفسية: الأشخاص السلبيين يؤذون غيرهم «نفسيا وعاطفيا»
من جهتها، قالت المحللة النفسية والأستاذة الجامعية رندا شليطا، إن هؤلاء الأشخاص المحبطين ينتمون إلى عدة فئات فبعضهم يعاني بسبب مشاكل حياتية والبعض الآخر يتعمد أن يكون كذلك لإحباط كل من حوله، لافتة إلى أن هناك فئة ثالثة تسعى جاهدة دائما لتوصيل انطباع سلبي للآخرين خوفا من الحسد.
وأوضحت «شليطا» أن الأشخاص السلبيين قد يسببون الأذى لغيرهم سواء من الناحية النفسية أو العاطفية، خصوصا لشريحة الشباب التي لا تملك خبرة التصرف في هكذا أوضاع، ما يجعل هذه الشريحة عرضة للضياع ولخسارة فرص التقدم في الوظيفة.
وأشارت إلى ضرورة الحذر من "الزملاء السلبيين السامّين" الذين يتعمدون إحباط "زملاء العمل" عبر نشر الطاقة السلبية بشكل ممنهج وتسويق عدم نجاح الآخرين لكي يحافظوا على نفوذهم وتفوقهم، مشيرة الى أن "فيروس الإحباط" يمكن ان يتسبب بالإرهاق الشديد في مكان العمل.
صفات سلبية يجب الابتعاد عن أصحابها أثناء العمل
يُفضل أن تتسم الاجواء في العمل بالعلاقات الإيجابية. فهذا يعزز إمكانية التعاون بين الزملاء من أجل تنفيذ المشاريع والخطط من دون أخطاء.. كما يؤمن فرصاً جديدة لتطوير القدرات والإمكانيات الفردية والجماعية.. ولهذا من الضروري الابتعاد عن 5 أنواع من الشخصيات المزعجة وغير المنتجة.
１- «الثرثار» يجب الابتعاد عن الشخص الثرثار فهو عادة ما يكون غير منتج وينصح في هذه الحالة بأن تقتصر العلاقة معه على تبادل الرسائل الإلكترونية وعلى المبادلات ذات الطابع الرسمي والعملي.
２- «الماكر» من الضروري الابتعاد عن الاشخاص الذين يتسمون بالغموض والمكر حيث لا يمكن الوثوق بهم ولا التعامل معهم لأنهم يسببون الشعور بالقلق والتوتر وعدم الارتياح.
３- «المتطفل» يفضل الابتعاد عنه لأن التعاون معه لا يعود بالفائدة على أي من الخطط والمشاريع المهنية.
４- «المسبب للإحباط» : يحرص بعض زملاء العمل على إشاعة أجواء الاحباط في مكان عملهم.. فهم يشعرون بالرضى لدى رؤية الآخرين يعانون من بعض المشاكل. وفي هذه الحالة فإنهم لا يقدمون أي تشجيع، بل من الممكن أن يزيدوا الامور سوءًا من خلال جعل المشهد يبدو أكثر سوداوية.
５- «الشاكي» : هؤلاء ينتقدون كل الأحداث التي تجري في المكان والخطوات التي يقوم بها الزملاء أو القرارات التي يأخذونها. ولهذا فإنهم يبثون أجواء سلبية.
بدوره، تؤكدة مديرة معهد المؤسسات المملوكة عائلياً والمبادرة الفردية د. جوزيان فهد سريح أن "الشخصية السلبية" هي عبارة عن مزيج من الصفات غير المرغوبة تجمع بين التشاؤم والتشكيك والأنانية والنّكد، ولسوء الحظ فإن هذا النوع من الأشخاص موجود بكثرة في العمل ويصعب تجنبه كون الفرد مجبر على التعامل معه بداعي العمل.
وأوضحت أن الأشخاص السلبيين بحاجة الى جمهور يستمع الى تذمرهم، وبالتالي فإن الحل الأول لهؤلاء يكون بعدم منحهم مجالاً للتعبير عن مشاكلهم، من خلال عدم الجلوس معهم لفترات طويلة، مشددة على ضرورة حرص الفرد على عدم إظهار نقاط ضعفه أمام الشخص السلبي وذلك حتى لا يستغلها ضده.
ودعت سريح الأفراد الى إتباع سياسة الذكاء العاطفي في التعامل مع الزملاء السلبيين وذلك عبر تغيير مجرى الحديث والطلب منهم التحدث باقتراحات بناءة وايجابية، مشيرة الى انه في حال طلب "الزميل السلبي" المساعدة للخروج من حالته فيتوجب مساعدته وتقديم النصح شرط عدم الانجراف الى مشاكله بشكل لا إرادي.
علامات تشير إلى «بيئة عمل سامة»
وهناك علامات وإشارات تظهر وتؤكد أن هناك «بيئة عامل سامة» يجب الابتعاد عنها فورا
ومن هذه العلامات :
1- الغموض بسبب ضعف التواصل المؤسسي في توضيح الأهداف والرؤية وتطبيقها بشكل عملي
2- بيئة عمل تكثر فيها النميمة والتحزبات والإقصاءات .
３- قيادة او إدارة غير جيدة او ذات كفاءة.
4- سرعة وتيرة الاستقالات. ترك العمل هو قرار صعب اتخاذه. فعندما تلاحظ أن العديد من الموظفين يتخذون هذا القرار ، فقد يكون هذا مؤشر على انك تعمل في بيئة سامة طاردة.
5- بيئة عمل لا يوجد في قاموسها عبارة (Work-Life Balance) او بما يُعرف التوازن بين الحياة العملية والشخصية بحيث لا تتعارض الأولويات بينهما.
6- معاملة الموظفون كالآلات بوضع مؤشرات أداء او أهداف طويلة الأمد أو شبه مستحيلة التحقيق مما يجعل الموظف يحرق نفسه بدون وقت للراحة او التطوير الذاتي.
