كثيرًا ما يُوصف الأطفال الانطوائيون بشكل خاطئ على أنهم خجولون؛ لأنهم يتفاعلون مع العالم بطريقة متحفظة وحذرة. 
وقد يؤدي هذا أحيانًا إلى صعوبات اجتماعية داخل المدرسة التي غالبًا ما تلبي احتياجات الطفل الأكثر انفتاحًا. اضافة اعلان
ويبدأ فهم كيفية مساعدة الطفل الانطوائي بفهم أعمق لما يعنيه الانطواء، إذ يختلف المنفتحون عن أقرانهم الانطوائيين في كل شيء؛ بدءًا من أنماط الطاقة لديهم وحتى أساليب الاتصال وتفضيلات التعلم.
غالبًا ما يعتمد المنفتحون على أنماط الطاقة النشطة القائمة على الدوبامين، والتواصل النشط والثرثار، والتعلم الموجه نحو العمل. 
في المقابل، يتعامل الانطوائيون مع كل شيء انطلاقًا من نمط طاقة أكثر تحفظًا. يتجددون من خلال العزلة، ويفضلون التفكير أولاً والتحدث ثانيًا، ويتعلمون بشكل أفضل من خلال التأمل والمشاهدة. 
غالبًا ما تؤدي هذه الاختلافات إلى بعض الصعوبات التي يواجهها الأطفال الانطوائيون عند دخولهم البيئات الاجتماعية التي يهيمن عليها المنفتحون في المدرسة والعمل.
وقدم موقع "سيكولوجي توداي"، تصائح محددة يمكن للوالدين القيام بها لمساعدة الأطفال الانطواائيين على البناء على نقاط القوة في مزاجهم. 
وتركز النصائح على الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وفي المرحلة الابتدائية، حيث توفر للآباء كل ما يحتاجونه لمساعدة الأطفال الانطوائيين على احتضان مواهبهم:

مرحلة ما قبل المدرسة (العمر 3-5 سنوات)

هذه المرحلة عادةً الوقت الذي يبدأ فيه الأطفال في تطوير المهارات الاجتماعية الأساسية من خلال:
-الانخراط في اللعب التعاوني.
-تعلم مهارات تبادل الأدوار.
-الاستماع لبعضهم البعض وبدء اللعب.
-التعبير عن المشاعر بطرق إيجابية. 
قد يعاني الطفل الانطوائي في جوانب المهارات المذكورة، لكنهم يتفوقون عادةً في الاستماع ومهارات حل المشكلات، إلا أنهم قد يواجهون صعوبة في التعبير عن المشاعر وبدء التفاعلات مع الآخرين والانخراط في اللعب التعاوني.
وتركز النصائح التالية على بعض الأشياء المحددة التي يمكن للوالدين القيام بها لمساعدة الأطفال الانطوائيين على تنمية مهاراتهم الاجتماعية:
- تعليم الأطفال كيفية التحدث عن مشاعرهم. اصنعي بطاقات "عاطفية" مع طفلك واستخدميها لمساعدته في وصف مشاعره في نهاية اليوم.
- شجعي طفلك الانطوائي على تكوين صداقات وثيقة واحدة أو اثنتين. 
- اسمحي له بتطوير مهاراته الاجتماعية من خلال اللعب الخيالي. 
- استمعي إلى القصص التي يرويها، وأكملي السلوك المناسب (أحب الطريقة التي طلبت بها من الدب أن يأتي ويتناول الشاي). سيبدأ أطفالك في ترجمة هذه المهارات إلى أطفال آخرين عندما ينضجون.
- العبا معًا، قومي بمراجعة "القواعد" الاجتماعية قبل بدء اللعبة. امتدحي أطفالك عندما يظهرون مهارات اجتماعية جيدة، مثل تبادل الأدوار أو مدح بعضهم البعض. 

المرحلة الابتدائية (العمر 5-11)

تمثل هذه الفترة، فترة نمو كبير للطفل، يتعلم خلالها أشياء مثل بناء الصداقات، وحل المشكلات، والتعاون، والقواعد الاجتماعية يمكن أن تشكل تحديًا لبعض الأطفال، وخاصة الانطوائيين. يمكن أن تكون فترة الاستراحة والغداء مرهقة بالنسبة لهؤلاء الأطفال.
ويمكن للنصائح التالية أن تساعد كلاً من الآباء والمعلمين في دعم التعلم الاجتماعي والعاطفي لدى الأطفال الانطوائيين:
- تعليم الأطفال الانطوائيين كيفية طلب المساعدة في المواقف المختلفة، بما فيها طلب المساعدة من المعلم، وطلب المساعدة من صديق، وطلب المساعدة في المتجر.
- تشجيع حل المشكلات بشكل إبداعي. نموذج وممارسة طرق لحل المواقف الاجتماعية الصعبة مع الأطفال. مارس هذا كثيرًا خلال بداية العام الدراسي الجديد.
- قم بمراجعة التوقعات والأشياء الروتينية داخل المنزل بانتظام. مراجعة توقعات المدرسة في بداية كل عام جديد. خلق تواصل ثابت بين المنزل والمدرسة والتحدث مع المعلم حول مزاج الطفل مبكرًا.
- ساعدي طفلك الانطوائي على إيجاد الراحة خلال النهار. علميه عن حاجته للحظات الهدوء، وكيفية الحصول عليها. 
- القراءة (في الأوقات المناسبة)، أو الذهاب إلى المكتبة أو تصور مكانه المفضل، يمكن أن تكون جميعها طرقًا للطفل الانطوائي للحصول على لحظات قليلة من الهدوء خلال اليوم. 
- ساعد طفلك على معرفة الأساليب التي تناسبه وعلمه عندما يمكنه استخدام المهارات خلال اليوم الدراسي.
- قم مع المعلم بإنشاء مناطق "آمنة" في المدرسة - الأماكن التي يمكن للأطفال الذهاب إليها عندما يشعرون بالإرهاق أثناء الغداء أو العطلة. 
- يمكن أن تشمل هذه الأماكن غرفة المعلم، أو المكتبة أو المركز الإعلامي، أو حتى مكتب الممرضة. إن الحصول على مكان "آمن" يمكن أن يساعد طفلك على تعلم الموازنة بين حاجته إلى العزلة وإعادة شحن طاقته في الأيام الصعبة.
- علمي طفلك عن انطوائه وماذا يعني ذلك. اطلبي منه أن يصف ما "يشعر به" في نهاية اليوم. تحدثي معه عن تطوير الروتين فيما يتعلق بطرق التجديد، واطلبي منه كتابة القائمة ونشرها في مكان ما.
- الأطفال الانطوائيون لديهم الكثير ليقدموه. إنهم مبدعون، يمكنهم النمو ليصبحوا مبتكرين مؤثرين مطلوبين في سوق العمل. ويعد بناء أساس قوي يمكن أن يزدهروا خلاله هو أفضل طريقة للمساعدة في إبراز أفضل ما لديهم.