الإثنين، 05 ذو القعدة 1445 ، 13 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

للآباء والأمهات.. كيف تعاقب طفلك بطريقة ذكية وصحية؟

5663346-1890205560
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

يجد الآباء أنفسهم في لحظة ما بحاجة إلى تأديب أبنائهم، لكنهم يخشون من الآثار التي قد تترب على العقاب، وهناك من قد يندفع مباشرة إلى التأديب الجسدي، الأمر الذي يحذر خبراء التربية والصحة النفسية من خطورته.

اضافة اعلان

وكشفت أستاذة الإرشاد الاجتماعي للأطفال والأسرة بجامعة أكسفورد، لوسي كلوفر، وهي أم لطفلين صغيرين، عن طرق أخرى مجدية أكثر وأحدها هو التأديب الإيجابي.

وتساعد هذه الطريقة الأهالي على بناء علاقات إيجابية مع أطفالهم وعلى تعليمهم مهارات من قبيل المسؤولية، والتعاون، والانضباط الذاتي، وفق ما نشرت منظمة "اليونيسيف".

اقرأ أيضًا:

تحذير للآباء: معاملة الأبناء بهذه الطريقة تزيد خطر تعرضهم لمشاكل عقلية

ما سبب اختيار التأديب الإيجابي؟

تقول كلوفر، "لا يحبّذ الوالدان ضرب أطفالهما أو الصّراخ في وجههم، لكننا نفعل ذلك حين نشعر بالإجهاد ولا نرى أمامنا أيّ وسيلة أخرى".

لكنّ الصراخ والضرب بكلّ بساطة غير مجديين وقد يتسبّبان بأذى أكبر على المدى الطويل.

وقد يؤثر الصراخ والضرب سلبًا في حياة الطفل كلّها حتّى.

كما قد يؤدي الجوّ النفسي السّامّ الذي يخلّفه هذا الأسلوب إلى مجموعة من النتائج السلبية كـ:

-ارتفاع خطر ترك المدرسة.

-الاكتئاب.

-تعاطي المخدّرات.

-الانتحار.

وأمراض القلب.

في المقابل، يركز أسلوب التأديب الإيجابي على تنمية علاقة إيجابية مع طفلك وعلى إفهامه ما هو المطلوب منه حيال سلوكه.

والبشرى لكلّ أب وأمّ، أنّ هذا الأسلوب ناجع وإليكم الطريقة التي بوسعكم استخدامها للبدء بتطبيقه:

خصّص وقتًا للاختلاء بطفلك

تعدّ الخلوة أمراً مهماً لبناء أي علاقة جيدة فما بالك حين تكون العلاقة التي نتحدث عنها هي تلك التي تجمعك بطفلك.

تقول كلوفر: "من الممكن أن يكون ذلك لعشرين دقيقة في اليوم. أو حتى لخمس دقائق. وبوسعك دمج الوقت هذا مع نشاطات كجلي الصحون سوية وغنائك لأغنية ما، أو التحدّث معه وأنت تنشر الغسيل.

بيتُ القصيد هنا هو أنّ اهتمامك يجب أن يكون منصبّاً على طفلك. المهم حقًا هو أن تركز على طفلك. أي أن تطفئ التلفاز، وتغلق هاتفك، وتنزل إلى مستواهم وتختلي بهم".

اقرأ أيضًا:

شؤون الأسرة: 5 أسباب لاختلاف الزوجين بشأن تربية الأبناء.. و4 نصائح للحل

اثْنِ على أفعالهم الحميدة

لا شيء يعطي الأطفال نشوة كالثّناء، فالمديح يجعلهم يشعرون بأنهم يحظون بحبّ أهاليهم وبأنّهم متميّزون.

وتنصح كلوفر الوالدين قائلة: "ترقّبا صدور فعل حميد عنهم وأثنيا عليه، حتى وإن لم يكن ذلك الفعل سوى لعبهم مع أخ أو أخت لهم لخمس دقائق. فمن شأن ذلك أن يحفّز السلوكيات الحميدة وأن يقلّل من الحاجة إلى اللجوء إلى معاقبتهم".

افهم طفلك ما الذي تنتظره منه بالضبط

تقول كلوفر: "إن إعلامك لطفلك بما عليه فعله بالضبط أجدى بكثير من إعلامك له بما هو ممنوع من فعله. فحين تطلب من طفلك ألا يثير الفوضى مثلاً، أو أن يكون مؤدّباً، فإنك تصعّب عليه فهم ما عليه فعله بالضبط.

أمّأ الأوامر الواضحة كـ ‘لملم كلّ لُعَبِكَ لو سمحت وضعها في الصندوق المخصّص لها’ فهي تفهمه تماماً ما هو المطلوب منه، وتزيد من احتمال استجابته لطلبك".

"بيد أن من المهم أن تأمره بالمستطاع. فطلبك منه بأن يبقى هادئًا ليوم كامل مثلاً هو طلب قد لا يطيقه مقارنة بطلبك منه أن يصمت لعشر دقائق لأنك تتحدث على الهاتف. أنت خير من يعلم قدرات طفلك، فلا تطلب منه ما يعجز عنه، لأنه حتماً سيخفق حينها".

ابتكر أساليبَ لتلهيته

تقول كلوفر: "حين يَحْرُنُ طفلك فقد يكون إلهاؤهُ بنشاط أكثر إيجابية استراتيجية نافعة.

فحين تصرف انتباهه نحو شيء آخر — بتغييرك للموضوع، أو بلعب لعبة، أو بأخذه إلى غرفة أخرى، أو بمشية معه، فإنك تكون قد نجحت في صرف طاقته نحو سلوك إيجابي".

وحسن التوقيت هو أمر غاية في الأهمية أيضًا.

إذ يتضمّن الإلهاء كذلك تحسّسَ اقتراب وقوع مشكلة واتخاذ فعل لدرء وقوعها.

إن من شأن انتباهك إلى الأحيان التي يبدأ فيها طفلك بالشعور بالتململ، أو النّزق، أو حين ترنو أنظار طفليك معًا إلى ذات اللعبة، أن يساعدك على درء المشكلة قبل حدوثها.

استخدم عواقب هادئة

إن معرفتنا أننا إذا ما أتينا فعلاً فإن شيئًا ما سيحصل نتيجة لذلك هو جزء من التربية التي نتلقاها في صغرنا. تعريف ذلك لطفلك هو عملية بسيطة تشجّع حسن السلوك عنده وتعلّمه المسؤولية في ذات الآن.

أعطِ طفلك فرصة للقيام بما هو صواب عن طريق شرحك له عن عواقب سوء السلوك التي قد تنتظره.

فمثلاً إذا ما أردت أن يتوقف طفلك عن الشخبطة على الحيطان، فعليك إعلامه بأن عليه أن يكفّ عن فعل ذلك وإلا فإنك ستنهي وقت اللعب المخصص له. من شأن هذا أن يعطي أطفالك تحذيرًا وفرصة لتغيير سلوكهم في آن معًا.

فإن لم يكفّوا، فعليك تنفيذ وعيدك بهدوء وبدون أن تظهر غضبك، "وأثنِ على نفسك لفعلك ذلك لأنّه ليس أمراً سهلاً!"

تضيف "كلوفر": "أمّا إن توقفوا، فَكِلْ لهم المديح كيلاً. فما تفعله هو أنك تخلق حلقة ردّ فعل إيجابي لطفلك. وقد أظهرت الدراسات نجاعة العواقب الهادئة في تعليم الأطفال عن عواقب سوء سلوكهم".

كما أن الثبات هو عامل مهمّ في التربية الإيجابية، ولذا فإن تنفيذك لوعيدك أمر مهم. وكذلك اتخاذك لعواقب معقولة. "بوسعك مصادرة هاتف مراهق لساعة، لكن مصادرته لأسبوع كامل قد يكون أمراً عسير التنفيذ".

التعاطي مع الأطفال الصغار

إن اختلاءك بأطفالك أمر سيبعث المرح في نفسك، وهو علاوة على ذلك مجانيّ!

وتضيف كلوفر: "بوسعك تقليدهم تقليدًا فكاهيًا، أو أن تضرب معهم على القدور (الطناجر) بالملاعق، أو أن تغنّوا سوية.

هناك كمية مذهلة من الأبحاث التي تثبت أن لعبك مع أطفالك يساعد على نموّ أدمغتهم".

التعاطي مع الأطفال الأكبر سنًّا

كما هو الحال مع الأطفال الصغار، يحبّ المراهقون أيضاً الحصول على الثناء ويرغبون في أن تكون لهم الحظوة عند أهاليهم.

ولذا فإن قضاء وقت منفرد معهم أمر مهمّ بالنسبة لهم أيضًا.

تقول كلوفر: "يسعد المراهقون جدًا حين ترقص معهم في الغرفة، أو حين تدخل معهم في حديث عن مطربهم المفضل. قد لا يظهرون ذلك لك دومًا، لكن هذه هي الحقيقة. وهذه الطريقة ناجحة أيضاً لبناء علاقة معهم على شروطهم هم".

وتقترح كلوفر أن "تطلب منهم أن يساعدوك على وضع بعض القواعد حين تشرع في الاتفاق معهم على ما هو مطلوب منهم. أجلسهم وحاول التوصل لاتفاق معهم بشأن المسموح والممنوع في المنزل.

وبوسعهم أيضًا أن يساعدوك على تحديد عواقب السلوكيات المرفوضة. إشراكهم في العملية هكذا يساعدهم على معرفة أنك تفهم أنهم قد دخلوا في طور الاستقلال بذاتهم".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook