أ
أ
أثار الادعاء بأن تناول مكملات الفيتامينات يزيد من خطر الإصابة بالسرطان جدلاً داخل المجتمع الطبي.
وأعلن الدكتور محمد منيب خان، طبيب الأورام في هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا، أنه يجب وضع علامة على الفيتامينات المتعددة بالتحذيرات نفسها الموجودة الآن على علب السجائر.
وقال خان، وفقًا لبيان: "تحتوي الحبوب الاصطناعية على كميات كبيرة وغير ضرورية على الإطلاق من المغذيات الدقيقة التي تتجاوز بكثير ما يحتاجه الجسم البشري العادي".
وأضاف: "المشكلة هي أن هذه الفيتامينات المتعددة الزائدة متاحة بسهولة لتغذية مئات الخلايا السرطانية التي يتم تصنيعها في أجسامنا كل يوم".
وتابع: "في العادة، يتمتع جسمنا بالقدرة على تدمير هذه الخلايا السرطانية بشكل فعال، ولكن هذا يصبح تحديًا عندما يتم تغذيتها جيدًا وتكون قادرة على زيادة عددها بسرعة".
دراسة تدعم المخاوف
واستند تحذير الطبيب إلى دراسة أجريت عام 1996 على أكثر من 18 ألف مدخن ومدخن سابق وعامل تعرضوا للأسبستوس.
واختبرت الدراسة، التي أطلق عليها اسم تجربة فعالية البيتا كاروتين والريتينول، ونشرت في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، قدرة الجرعات العالية من البيتا كاروتين والريتينول (فيتامين أ) على الوقاية من سرطان الرئة.
وحذر مؤلفو الدراسة من أنه بعد أربع سنوات في المتوسط، "لم يكن لمزيج البيتا كاروتين وفيتامين أ أي فائدة وربما كان له تأثير سلبي على الإصابة بسرطان الرئة وعلى خطر الوفاة بسرطان الرئة".
ونتيجة لهذه النتائج المثيرة للقلق ــ وعلى وجه الخصوص، زيادة بنسبة 28% في حالات الإصابة بسرطان الرئة بين المشاركين ــ انتهت الدراسة قبل عامين تقريبا من الموعد المقرر لها.
وقال خان: "الدراسات التي تبحث في الاستخدام اليومي للمكملات الغذائية بما في ذلك فيتامين أ وفيتامين ب المركب (بما في ذلك الفيتامينات مثل ب1، ب6، وب12) أظهرت أيضًا وجود علاقة بين زيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان".
وأضاف: "وعلى الرغم من عدم وجود أبحاث في الوقت الحاضر على الفيتامينات الأخرى، فمن العدل افتراض أنها سيكون لها أيضًا تأثيرات مماثلة".
الفيتامينات المتعددة
وهناك عدد قليل من الدراسات الأخرى التي وجدت آثارًا ضارة بين الأشخاص الذين يتناولون جرعات معينة من الفيتامينات المتعددة، وفقًا لصحيفة "نيويورك بوست".على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2022 أنه "لوحظت مخاطر أعلى قليلاً للإصابة بسرطان البروستاتا والرئة، وكذلك سرطان الدم، عند زيادة استخدام الفيتامينات المتعددة لدى الرجال، مع ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الفم والبلعوم لدى النساء".
وتوصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بتجنب مكملات البيتا كاروتين وفيتامين إي، التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان والوفاة بين البالغين الأصحاء الذين ليس لديهم احتياجات غذائية خاصة.
مكملات الفيتامينات غير ضارة
لكن، بشكل عام، قال خبراء آخرون إن معظم مكملات الفيتامينات غير ضارة نسبيًا – بجرعات آمنة –ولا تسبب السرطان، ويمكن أن توفر بعض الفوائد، كما ذكر معهد لينوس بولينج في جامعة ولاية أوريجون في عام 2015.وكتب مؤلفو تقرير جامعة ولاية أوهايو، أن الفيتامينات والمعادن التي يتم تناولها بجرعات موصى بها من قبل معهد الطب، الموصى بها، هي "العلاج".
وأشاروا إلى أن نفس الفيتامينات والمعادن التي يتم تناولها بجرعات تتجاوز بكثير الكمية الموصى بها يوميًا قد يكون لها آثار صحية ضارة، وبالتالي يمكن أن تصبح "سمًا".
ووفقًا للباحثين، فإن واحدة من أكبر وأطول التجارب التي أجريت على الفيتامينات المتعددة، وهي الدراسة الصحية الثانية للأطباء، والتي وجدت أن الاستهلاك اليومي للفيتامينات المتعددة على مدى 11 عامًا قلل من إجمالي الإصابة بالسرطان بنسبة 8%، وهو أفضل من أي دواء دوائي.
مرضى سرطان والفيتامينات المتعددة
ووافق الرأي اختصاصيو التغذية في مركز روجيل للسرطان بجامعة ميشيجان، قائلين: "المشكلة في التركيز على هذا النقاش حول المكملات الغذائية هي أن القضية الحقيقية يتم تجاهلها".وأضافوا: "نحن نركز بشدة على حل سهل للسرطان وهذا ما تدعمه الإحصائيات. وفي إحدى الدراسات، كان 50% من مرضى سرطان الثدي يتناولون الفيتامينات المتعددة، لكن 70% من هؤلاء الأفراد لديهم مؤشر كتلة الجسم غير صحي، وهو أحد عوامل الخطر الرئيسية لزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي".
وتابعوا: "لا ينبغي أن يكون التركيز الحقيقي على المكملات الغذائية، بل على تناول نظام غذائي صحي يركز على الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والبقوليات التي ستغذي جسمك بجميع العناصر الغذائية التي تحتاجها للوقاية من السرطان والأمراض المزمنة الأخرى".
