الأربعاء، 29 شوال 1445 ، 08 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أدى إلى ظهور "إيبولا" و"ماربورج".. أسرار الكهف الأكثر رعبًا في العالم

كهف كيتوم
كهف كيتوم
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook


يكتسب كهف كيتوم في كينيا، شهرة واسعة في العالم لاحتوائه على بعض من أكثر مسببات الأمراض فتكًا التي عرفها الإنسان.
الكهف الذي يعد أحد خمسة كهوف عُرفت باسم "كهوف الفيلة" في جبل إلجون، والتي نحتت الحيوانات صخورها لغناها بأملاح الصوديوم. ذاع صيته في ثمانينيات القرن العشرين بعدما أصيب اثنان من زواره الأوروبيين فيه بفيروس ماربورج.
ففي عام 1980، أصيب مهندس فرنسي من مصنع سكر قريب بفيروس ماربورج الذائب في الجسم أثناء زيارته للكهف، الذي يقع داخل البركان الخامد في قلب متنزه جبل إلجون، وتوفي بسرعة في أحد مستشفيات نيروبي.
ووصف كتاب حالة الرجل الذي تحلل وجهه بسرعة نتيجة النزف الفيروسي أو الحمى المفرزة للدم، قائلاً: "النسيج الضام في وجهه يذوب، ويبدو أن وجهه يتدلى من العظم الأساسي للجمجمة، كما لو أن الوجه ينفصل عن نفسه". 
وبعد سبع سنوات، وقع ضحية أخرى في كهف كيتوم، وهو طالب دنماركي كان يقضي إجازة مع عائلته، توفي بسبب فيروس نزفي ذي صلة، والذي بات يسمى "فيروس رافن".

حاضنة للأمراض الحيوانية المنشأ

ويقول العلماء إن المعادن المالحة الثمينة الموجودة في الكهف، والتي جعلته مقصدًا ليس فقط للأفيال، ولكن أيضًا الجاموس والظباء والفهود والضباع في غرب كينيا، قد حولته إلى حاضنة للأمراض الحيوانية المنشأ.  
وعندما تم اكتشاف كهف كيتوم لأول مرة، لم يكن الباحثون يعرفون سر الخدوش الموجودة على طول جدرانه، حيث افترضوا أن العمال المصريين القدماء قاموا بالتنقيب في الموقع بحثًا عن الذهب أو الماس. 
لكنهم اكتشفوا لاحقًا أن الكهف الذي يبلغ عمقه 600 قدم قد تم تعميقه وتوسيعه باستمرار بواسطة الأفيال، ليصبح ملاذًا للخفافيش الحاملة للأمراض.
وأطلق معهد الأبحاث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي (USAMRIID) رحلة استكشافية إلى كهف كيتوم بعد الحوادث التي شهدها في حقبة الثمانينيات؟.
وارتدى الباحثون وقتها، بدلات مضغوطة ومفلترة، سعيًا لتحديد الأنواع المسؤولة عن انتشار مسببات الأمراض القاتلة للبشر.

خفاش الفاكهة المصري

وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، تم اكتشاف الحمض النووي الريبوزي "ماربورج" في خفاش الفاكهة المصري أو "روزيتا المصرية"، بعد استخراجه من الكهف في يوليو 2007.
وعثر على الفيروس القاتل في كبد أنثى الخفاش الحامل، والطحال، وأنسجة الرئة.
وعثر العلماء منذ ذلك الحين على كميات هائلة من جينات الإنترفيرون الواقية من النوع الأول داخل هذا النوع من الخفافيش، بالإضافة إلى ما يسمى بمستقبلات الخلايا القاتلة الطبيعية "NK".
وقالت عالمة الأحياء الدقيقة بجامعة بوسطن، ستيفاني بافلوفيتش: "لقد بحث الناس سابقًا في عدد من جينومات الخفافيش ولم يتمكنوا من العثور على أي مستقبلات خلايا NK تقليدية". 
وفقًا لعالم الأحياء الدقيقة زميل بافلوفيتش، توم كيبلر، "قد يقوم الخفاش بتهدئة الفيروس لفترة قصيرة من الزمن، محاولًا منع نمو الفيروس دون شن هجوم كامل، هناك شيء مثير للاهتمام حقًا يحدث هنا".
في العام الماضي، انتشرت فرق من منظمة الصحة العالمية في جميع أنحاء أفريقيا، للعمل "بكامل قوتها" لوقف تفشي آخر لفيروس ماربورج، والذي تم اكتشافه في كهوف أخرى، في جميع أنحاء القارة.
كما صدر تحذير للأطباء في الولايات المتحدة من الحالات القادمة من خارج البلاد، مما أثار مخاوف من احتمال انتشار الفيروس، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

فيروس ماربورج قد يكون التهديد الوبائي التالي

وينظر إلى فيروس ماربورج على أنه التهديد الوبائي الكبير التالي، حيث وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "معرض للوباء".
ويمكن أن ينتقل إلى البشر من خفافيش الفاكهة التي تعيش في وسط أفريقيا، ويمكن أن ينتشر أيضًا بين البشر عن طريق ملامسة سوائل الجسم من شخص مصاب. 
وقد يصاب الأشخاص أيضًا بالمرض عن طريق لمس المناشف أو الأسطح التي لامست أيضًا شخصًا مصابًا.
يمكن لفيروس ماربورج أن يحتضن الأشخاص الذين يصابون به لمدة تتراوح بين يومين و21 يومًا قبل ظهور الأعراض. وتتشابه العلامات التحذيرية، في البداية مع أمراض استوائية أخرى مثل الإيبولا والملاريا.
ويصبح المرضى أشبه بالأشباح، حيث تتطور لديهم عيون عميقة ووجوه خالية من التعبير. وفي مراحل لاحقة، يؤدي إلى نزيف من فتحات متعددة بما في ذلك الأنف واللثة والعينين والمهبل.
ولا توجد لقاحات أو علاجات معتمدة للفيروس، حيث يضطر الأطباء بدلاً من ذلك إلى الاعتماد على الأدوية لتخفيف الأعراض والسوائل لترطيب المرضى. 

اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook