الأحد، 11 ذو القعدة 1445 ، 19 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

كيف تؤثر التكنولوجيا على عقولنا؟

Brain-Illustration
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – وكالات:

على الرغم من الوظائف التي وفرتها التكنولوجيا في العصر الحديث، إلا أن هناك عواقب وخيمة قد ترافق التقدم التكنولوجي، ويقول الكاتب نيكولاس كار في كتاب: "المياه الضحلة: ماذا تفعل الإنترنت في عقولنا" إن التكنولوجيا تقوم بإعادة ترتيب عقولنا بشكل هائل، وأن تأثيرها على الإنسان من الممكن أن يكون قاتلاً؛ ما يدفعنا للتفكير في كيفية عبث التكنولوجيا بعقولنا.

اضافة اعلان

وأفادت دراسات أن الضوء الأزرق الصادر من أجهزة الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، بإمكانه أن يمنع الجسم من إفراز مادة "الميلاتونين" في الليل التي تجعل النوم أمراً مستحيلاً.

ويتسبب اضطراب النوم بالعديد من التأثيرات السلبية على العقل، إذ إن عدم النوم لمدة سبع ساعات، أو أكثر كل ليلة، من الممكن أن يتسبب في مزاج سيئ بشكل متزايد، إلى جانب قلة التركيز في العمل، ومشاكل تتعلق بالذاكرة، ناهيك عن فقدان أنسجة المخ؛ ما سيتسبب في قلة السعادة والفرح.

كما أن استخدامك للتكنولوجيا يجعل من السهل إلهاءك، ويعتبر المراهقون على وجه الخصوص الفئة الأكثر تعرضاً للإلهاء، ففي دراسة لمركز "بيو" للأبحاث والدراسات، أفادت أن الطلاب أصبح تركيزهم مشتتاً أكثر من أي وقت مضى، واتفق من المدرسين على أن التكنولوجيا تقوم بخلق جيل ضيق الأفق، ويسهل تشتيت تركيزه.

وتتسبب التكنولوجيا - أيضاً - في صعوبة تشكيل ذكريات جديدة. يقول نيكولاس كار في كتابه: إن الذاكرة تأتي في نوعين، الأول هو الذاكرة قصيرة المدى، والثاني الذاكرة طويلة المدى والدائمة. وتحتاج المعلومات أن تنتقل من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة المدى حتى يتم تخزينها؛ ما يعني أن أي انقطاع في عمل الذاكرة العاملة.

كما يصبح الاعتماد على الإنترنت بدلاً من الذاكرة من خلال تعود الناس على حفظ كم كبير من المعلومات، سواء روايات كاملة، أو كلمات، أو مصطلحات، فعندما تعرف أن هاتفك الذكي أو متصفح غوغل يستطيع حفظ أي معلومة، ستكون احتمالية حفظك لها شخصياً أقل.

وبحسب مجلة "ساينتفيك أمريكان"، فإن الإنترنت يمثل "هارد ديسك خارجي" بالنسبة لعقولنا، حيث نستعين بالشبكة العنكبوتية كمصدر خارجي للمعلومات الهائلة.

ومن الآثار السلبية للتكنولوجيا – أيضاً - أن أبناء جيل الألفية ينسون في أي يوم من أيام الأسبوع هم، أو لا يتذكرون أين وضعوا مفاتيحهم، وبحسب للمعالجة الأسرية باتريشيا غوتنلاغ، فإن التكنولوجيا أحد أهم أسباب هذه المشكلة.

وحتى لو تجنبت كل مصادر الإلهاء، فلن تكون قادراً أيضاً على استيعاب المعلومات التي تقرأها على الإنترنت؛ بسبب النصوص والروابط الفرعية الموجودة في المقال، وهذا يشمل القراءة باستخدام اللابتوب، أو الأجهزة اللوحية، وباقي الأجهزة التي تبين أنها تقلل من القدرة على الفهم.

كما أنه لا يمكنك إيجاد طريقك إلا من خلال GPS، ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة لندن في 2008، تبين أن سائقي الأجرة لديهم منطقة "حصين" متطورة أكثر من غيرهم، وربما يعود هذا إلى أنهم تعودوا على استخدام ذاكرتهم المكانية في التنقل بين المدن، بدلاً من اعتمادهم على الـ GPS.

"إدمان الإنترنت” ليس مجرد مصطلح يلقيه الوالدان ليخيفوا أولادهم الذين يقضون الأوقات الكثيرة على لعبة "كاندي كراش"، فإمضاء الكثير من الوقت على الإنترنت من الممكن أن يحدث تغيرات فعلية في الدماغ، والتي تشبه تلك التي تحدث بسبب إدمان المخدرات والكحوليات، وفقاً لدراسة أجريت في العام 2012.

وبحسب الدراسة، فإن أدمغة مدمني الشبكة العنكبوتية وألعاب الفيديو تحتوي مادة رمادية غير طبيعية، تتسبب في تعطيل وشل المنطقة المسؤولة عن معالجة المشاعر، وتنظيم الانتباه، واتخاذ القرار.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook