هناك خط رفيع بين الطيبة والسذاجة، فالطيبة الزائدة عن الحد قد تنتهي بالإنسان إلى السقوط في فخ السذاجة، الأمر الذي قد يجعله عرضة للكثير من المشاكل.اضافة اعلان
ويقول الدكتور محمد اليوسف، استشاري الطب النفسي واضطرابات المزاج، والمهتم بالتنمية البشرية عبر حسابه في منصة "إكس"، إن "معظم الناس إذا سألتهم ما هو العيب في شخصيتك، أو اذكر لي أهم عيوبك قال: طيبتي الزائدة!".
وأضاف: "وهو يقصد بذلك السذاجة، فالطيبة أمر طيب، والعيب هو أن تكون ساذجًا ولا تتعلم من دروس الحياة فتثق بأشخاص لا يستحقون الثقة، وتعطي للآخرين أكبر من حجمهم، وتضيّق على أهلك خوفًا من كلام الناس...الخ".

العلامات على كون الشخص ساذجًا

وفيما يلي بعض العلامات التي قد تكون دليلاً على كون الشخص ساذجًا، وفقًا لموقع believeinmind.com:
تصديق ما يقوله الناس دون سؤال. لذا على الشخص أن يكون متفائلاً بحذر.
تتوقع أن يكون الآخرون صادقين وحسني النية مثلك. لكن بعض الناس سوف يستغلون طيبتك.
تفترض أن المشاكل سوف تحل تلقائيًا، لكن يجب وأنت تأمل في الأفضل، أن تستعد للأسوأ. وأن يكون لديك خطة احتياطية في حالة تدهور الأمور.
الطيبة وإن كانت أمرًا مطلوبًا، لكن عليك أن تبقي عينيك مفتوحتين. تحدث إذا شعرت بشيء ما، ولا تخف من قول لا. من خلال الخبرة الحياتية، ستكتسب الحكمة وتتعلم كيفية التعامل بشكل أفضل في العلاقات ومع المواقف.
لكن لا تفقد أبدًا إيمانك بوجود الخير في الناس؛ فقط عليك اكتساب جرعة صحية من الحذر. 

نظرة الساذج للغير

تفترض العقلية الساذجة أن الناس بطبيعتهم طيبون وجديرون بالثقة. إذا بدا شخص ما ودودًا، فإن الشخص الساذج يأخذ كلامه دون سؤال. دون أن يرى أن بعض الأشخاص قد يحاولون الاستفادة من طيبته. 
يتغاضى الشخص الساذج عن إشارات التحذير التي قد يتعرف عليها الأشخاص الأكثر تشككًا. يختلق الأعذار لقصص غير متناسقة أو طلبات غريبة، معتقدًا أنه يجب أن يكون هناك تفسير معقول.
وقد يكون من الصعب على الشخص الساذج قبول فكرة أن أي شخص سيحاول عمدًا خداعه أو إيذاءه. وقد يظل في علاقات غير صحية أو حتى مسيئة، ويأمل دائمًا في الأفضل ويؤمن بالوعود الفارغة بالتغيير.

رؤية متوازنة للطبيعة البشرية

وعلى الرغم من أنه من الجيد رؤية الأفضل في الآخرين، لكن السذاجة يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة وربما مواقف خطيرة. 
إن تطوير رؤية متوازنة للطبيعة البشرية، وتعلم كيفية اكتشاف السلوكيات المخادعة، يمكن أن يساعد الشخص على حماية نفسه بشكل أفضل في عالم اليوم المعقد. 
السذاجة يمكن أن تجعلك أكثر ثقة وانفتاحًا وتفاؤلًا، مما قد يساعدك على التواصل مع الآخرين وتجنب الصراعات غير الضرورية. 
لكن من ناحية أخرى، فإن كونك ساذجًا يمكن أن يجعلك أيضًا أكثر ضعفًا وغير واقعي، مما قد يعرضك للخداع وخيبة الأمل. لذلك، من المهم الموازنة بين الطيبة والتفكير النقدي والوعي واحترام الذات.