تواصل - فريق التحرير:

شرع الله للإنسان الندم عما اقترفه من أخطاء، وهو أمر محمود لا يُذم عليه، وبخاصة إذا كان متبوعًا بصدق التوجه والعزم على العودة إليه مجددًا في المستقبل.

ويقول عثمان بن حمد أباالخيل عبر صحيفة "الجزيرة": "للندم عنوان واحد وهو تعبير عاطفي لإحساس الشخص بالذنب بعد ارتكابه لفعل اعتبره الإنسان عارًا أو خطأ، ويرتبط الندم بشكل وثيق بالاستياء".

وأضاف: "كثيرًا ما يكون الندم نتيجة لتأنيب الضمير، من الطبيعي أن تحدث أشياء لا نتوقعها، كأن نتعرض لموقف مع الآخرين يسبب لنا رد فعل عنيف، فنتصرف بتلقائية وعفوية بدون تفكير، ثم نعود ونلوم أنفسنا، لأننا تصرفنا بطريقة غير لائقة أو تكون شهماً فتمد يد العون والمساعدة فتندم بعد ذلك".

اقرأ أيضًا:

دراسة كندية: الشعور بالندم يساعد الأطفال على اتخاذ قرارات أفضل

الإنسان ليس معصومًا من الخطأ

وبين أن "الإنسان في هذا العالم ليس معصومًا من الخطأ، سوف يرتكب الأخطاء دائما الكبير منها والصغير بأسباب وبغير أسباب، وهذه طبيعة خلقها الله وقدرها علينا، علينا ألا نقسو على أنفسنا كثيرًا ونلتمس لها الأعذار، ثم نتحمل مسؤولية أخطائنا كاملة، ولكن ليس لنشعر بالندم بل لنتذكر دائما أنك مجرد إنسان يعيش ليتعلم".

ولاحظ أباالخيل أن "أكثر الناس عرضة للشعور بالندم الأشخاص المندفعين في قراراتهم وحكمهم على الآخرين ولاندفاع وراء عواطفهم".

ونصح بأنه "حين نقع في فخ الندم علينا أن نخفف الشعور بالندم وعلينا أن نعترف بأخطائنا أمام أنفسنا قبل الآخرين، وهذا يخفف من تأنيب الضمير وهذا أمر جيد، إذا كان الاعتراف يقع تحت بند تأنيب الذات".

وأورد في هذا الإطار مقولة لأستاذ بعلم النفس بجامعة كولورادو الأمريكية بأن "التصالح مع النفس يساعد في التخلص من الندم، ويكون ذلك عبر التحدث مع الذات ومنحها نصائح جيدة كأنها صديق يتم تقديم نصائح له لتخطي المواقف السيئة التي تعرض لها، وهذا مع الوقت يساعد في تقليل الشعور بالندم".

اقرأ أيضًا:

حتى لا تندم في آخر حياتك.. 5 أشياء لا تفعلها أبدًا

الوقت لم يفت لإبداء الندم

وحث أباالخيل على الإسراع في إبداء الندم وعدم التذرع بأن الوقت لم يعد ملائمًا لذلك، قائلاً: "توقف عن الاعتقاد بأن الوقت قد فات لتعديل أخطائك، تعديل الخطأ لا يحتاج سوى لعزم من قبل الإنسان وشجاعة الاعتذار من الإنسان المتضرر أو الشجاعة للاعتذار من نفسك لقناعها بتقديم عون لمن لايستحقها".

وأشار إلى أن "العقبة التي تواجه البعض حين يكون الإنسان المتضرر تحت الثرى ما عليك سوى الاستغفار والندم على الاذية. لا يمكن أن يستقيم حال الإنسان ما لم يرفع الراية البيضاء ويندم ما بعده ندم".

وأورد مقولة لقمان الحكيم لابنه: يا بني، قد ندمت على الكلام، ولم أندم على الصمت، وقال "إنها نصيحة لا تضعون أنفسكم في موقف تندمون عليه في المستقبل واحرص أن تعرف أين تقفون ممن هم حولكم فالحياة لا تسامح من لا يندم إلا ذلك الإنسان الذي مات ضميره".