الجمعة، 09 ذو القعدة 1445 ، 17 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خارطة طريق.. كيف تتفادى المجتمعات العربية السقوط في مصيدة القيم الغربية؟

bfc84558-7225-4311-a2ff-02d79342c8b4
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

تسللت منظومة القيم الغربية إلى المجتمعات العربية والإسلامية بشكل أو بآخر حتى باتت الآن تشكل جزءًا أصيلاً منها، على ما تواجهه من انتقادات لعدم ملائمتها لطبيعة تلك المجتمعات وخصوصيتها ومنظومتها القيمية والأخلاقية.

اضافة اعلان

وفي هذا الإطار، يحذر الدكتور علي الخشيبان في صحيفة "الرياض" مما سماه مصيدة سياسية واجتماعية وثقافية خطيرة يمكنها أن تدمر المجتمعات وتحوّلها إلى متعاطٍ شره للأفكار المستوردة، وذلك من خلال الانتشار الهائل لمنظومة القيم الغربية التي تفتح الباب على مصراعيه للترويج للحرية الفردية.

وتساءل حول الكيفية التي يجب على دولنا العربية أن تتعامل بها مع مفاهيم مخيفة تطرحها منظومة الأخلاق في النموذج الغربي الذي ينتهي بنا نموذجه المثالي إلى طريق مسدود في مسار الأخلاق.

اقرأ أيضًا: “إضاءات رمضانية” بجامعة الملك عبدالعزيز ترسخ القيم والفضائل داخل المجتمع

إذ اعتبر الخشيبان أن ما يحدث في العالم اليوم من انقلاب في موازين ومعايير القيم الأخلاقية هو أكثر خطورة من الغزو المباشر وحتى احتلال الأرض.

وأشار أيضًا إلى "سؤال آخر يقلقلنا جميعًا وهو مرتبط بقدرة قيمنا وأخلاقنا المجتمعية المحلية على مقاومة هذا السيل الهائل من الفساد القيمي الذي تضخه المجتمعات الغربية إلينا من خلال فكرة حقوق الإنسان وحرياته، وهي فكرة أثبتت أنها مخادعة للجميع رواها لنا الغرب بطريقته الخاصة التي لايمكن أن تتناسب وقيمنا وعقائدنا".

مواجهة القيم التي يُروّج لها الغرب

وعلق قائلاً: "إذا كان العالم قد عانى من السياسات الأمريكية المتقلبة في الشرق الأوسط والعالم كله فهناك معاناة جديدة تضاف اليوم وتتمثل في الارتباك القائم في كيفية مواجهة القيم السائلة التي يروج لها الغرب كجزء من الحريات البشرية التي تهدف في النهاية إلى تفريغ الإنسان من محتواه البشري، وتحويله إلى فراغ روحي وعاطفي يغير من طباعة البشرية إلى طباع استهلاكية خارجية وداخلية يتم التحكم بمنظومتها القيمية من خلال أدوات فكرية أو تقنية.

ورأى الخشيبان أنه "ليس هذا تشاؤمًا فكريًا بقدر ما هو محاولة جادة لتبني نزعة ثقافية محلية للمجتمعات الراغبة في بناء سدود حول قيمها الأخلاقية ومعاييرها الإنسانية التي تستمدها من واقعها".

ولاحظ المفارقة العجيبة وهو أن "جميع الأديان بلا استثناء -السماوي منها وغير السماوي- تحارب فكرة السيلان الأخلاقي السلبي الذي ينتشر في الغرب اليوم..

وهذا ما يستوجب أن نطرح فكرة الفساد الأخلاقي كقضية ونناقشها عبر وسائلنا، لأن مخاطر عدم الخوض في هذه القضايا الطارئة على مجتمعاتنا سيشكل خطراً مضاعفاً قد تدفعه الشعوب والحكومات مستقبلاً".

اقرأ أيضًا: لدعم القيم والتعاليم الإسلامية.. توجيه عاجل بالتحقيق في عرض مسرحي بإحدى مدارس القصيم

الاختلال الأخلاقي للغرب

واستشهد بكتاب شهير لأستاذ السياسة الفرنسي فيليب بينتون، بعنوان "الاختلال الأخلاقي للغرب"، والذي طرح من خلاله كيف أن المجتمعات الغربية قيدت شعوبها بقيود لا تستطيع التخلص منها.

"تقوم هذه القيود على فكرة خطيرة يمنح من خلالها الفرد الغربي سلطة على نفسه، بحيث يتم إغراؤه بالحريات ويتم استدراجه تحت مفهوم خطير بأنه صار مستقلاً ومتحررًا من أي عوائق سماوية أو أرضية تكبح جماحه"، وفق ما ينقل الخشيبان عن بينتون.

ومضى متسائلاً: "ماذا كانت النتيجة لكل هذا؟ ما نشهده اليوم من انحراف خطير في منظومة القيم في الغرب خاصة، هو نتيجة طبيعية لجعل الفرد الذي هو جزء من مجتمع كامل ويندمج معه يقرر ماذا يريد خارج منظومة المجتمع، ما يعني تفكك المجتمع وانهياره وتسرب القيم الإيجابية خارج منظومة المجتمعات".

وطالب الخشيبان بإعادة اهتمام المجتمعات فيما أسماه "نظريات النزعة الثقافية"، بحيث يتم الاتفاق على منظومة القيم للمجتمع وطرحها للتداول عبر كل الوسائل وجعلها قيماً راسخة تستمد من أصول الثقافة المجتمعية عناوينها وتتجاوز الأخطاء وترسم مسيرة المجتمع.

وقال إن "مثل هذه النظرية سوف تخلق استقرارًا في الحوار المجتمعي وتطورًا من مسارات التصدي لما يجري في العالم من انهيار أخلاقي خطير قد تدفع جميع مجتمعات العالم ثمن عدم التصدي له".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook