تواصل - وكالات:
يتعافى طفل نيوزيلندي يبلغ من العمر 6 أشهر في المستشفى بعد إجراء عملية جراحية ناجحة لإنقاذ حياته على غير رغبة والديه، اللذين عارضا نقل دم إليه من أشخاص حاصلين على لقاح كوفيد – 19 .
وقضت المحكمة العليا في في أوكلاند الأربعاء الماضي بحرمان زوجين من حضانة طفلهما، بسبب معارضتهما خضوعه لعملية جراحية من شأنها أن تنقذ حياته بحجة خشيتهما من حصوله على دم من متبرعين ملقحين ضد فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا:
لسبب غريب.. محكمة تحرم زوجين من حضانة ابنهما الرضيع
وضع الطفل تحت الوصاية الجزئية
وأمرت المحكمة بوضع الطفل الذي عُرّف عنه باسم “بيبي دبليو”، تحت وصاية جزئية خلال فترة العملية الجراحية الطارئة التي يتعين خضوعه لها بسبب مشكلة في القلب.
وعارض والداه هذه العملية، مطالبين بأن يكون الدم الذي سيعطى للطفل في غرفة العمليات متأتيًا من متبرعين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بتقنية Messenger RNA (الحمض النووي الريبوزي المرسال).
وقالت سو جراي، محامية الوالدين، لصحيفة "نيوزيلندا هيرالد"، إنه بعد التحدث مع الوالدين "الجميع مرهقون ومرتاحون للغاية لأنه خضع لعملية جراحية".
اقرأ أيضًا:
قضى 5 أيام مع الحيوانات المفترسة.. كيف نجا طفل من الموت؟
الشرطة تنتزع الطفل من والديه
وأخذت الشرطة الطفل من الوالدين ليلة الخميس بتفويض قانوني من المحكمة لإجراء فحوصات ما قبل الجراحة. لكن والديه وصفا أفراد الشرطة بـ "المجرمين"، وزُعم أنهما قالا للأطباء: "سوف نوجه اتهامات جنائية ضدكم".
وعلى الرغم من أن الحكمة أعطت لأطباء الطفل وصاية مؤقتة للموافقة القانونية على إجراء عملية جراحية للطفل، لكنه كان عليها أن تصدر أمرًا آخر يوم الخميس لحمل الوالدين على الامتثال لجهود الطبيب لإعداده للعملية الجراحية.
وجاء في قرار المحكمة: "أمدد تعيين الدكتور فينوكين والدكتور ماجي كوكلاء للمحكمة بغرض تمكين جراحة الطفل دبليو من المضي قدمًا، بما في ذلك تمكين إجراءات ما قبل الجراحة الضرورية. ولا يجب على المدعى عليهم عرقلة العاملين الصحيين".
وصباح الجمعة، نظم بضع عشرات من المتظاهرين المناهضين للقاح وقفة احتجاجية في مستشفى "ستارشيب" في أوكلاند لدعم الوالدين حيث تم تعزيز الأمن للمرفق الطبي.
صدمة في البلاد
وأثارت القضية صدمة في البلاد، كما سلطت الضوء على حجم المعلومات المغلوطة المنتشرة بشأن اللقاحات.
وقال الوالدان في مقابلات إعلامية سابقة إنهما أدركا أن طفلهما يحتاج إلى جراحة عاجلة، لكنهما كانا قلقين للغاية بشأن الدم الذي سيستخدمه الأطباء.
وأمر قرار قاضي المحكمة العليا النيوزيلندية، إيان جولت، بوضع الطفل تحت وصاية المحكمة “من تاريخ صدور الأمر حتى الانتهاء من الجراحة والتعافي بعد الجراحة لمعالجة انسداد القناة الخارجة من البطين الأيمن وعلى أبعد تقدير حتى 31 يناير 2023”.
ويسمح القرار لجراح قلب الطفل وأخصائي أمراض القلب بالموافقة قانونًا على جراحة الرضيع و”جميع الأمور الطبية المتعلقة بهذه الجراحة بما في ذلك إعطاء الدم ومشتقاته”.
ورفعت القضية خدمة الصحة في أوكلاند “تي واتو أورا”. وقال المدير المؤقت الدكتور مايك شيبارد، في بيان، “إن قرار تقديم طلب للمحكمة يتخذ دائمًا مع مراعاة مصالح الطفل الفضلى”.
