تواصل - فريق التجرير:

قفزت مجموعة فاجنر إلى صدارة الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية خلال الساعات الماضية على إثر محاولة قادتها للانقلاب على الرئيس الروسي فلادييبر بوتين.

واتجهت الأنظار لمتابعة ما يدور في روسيا عن كثب على إثر إعلان زعيم المجموعة، يفجيني بروجوجين أنه استولى على "جميع المنشآت العسكرية" في مدينة روستوف أون دون، جنوبي روسيا.

وخرج بوتين ليوجه كلمة إلى الأمة، واصفًا ما حدث بأنه "طعنة في الظهر" وتوعد بمعاقبة أولئك الذين "خانوا" روسيا.

في الوقت الذي كان يقول فيه بريجوزين إن هدفه ليس "انقلابًا عسكريًا بل مسيرة من أجل العدالة"، في أعقاب في حرب كلامية طويلة مع قادة الجيش الروسي.

وانتهت المحاولة الانقلابية بإعلان موسكو أن رئيس فاجنر سيذهب إلى بيلاروسيا وسيتم إسقاط التهم الجنائية الموجهة إليه في صفقة لإنهاء تمرده.

فما قصة تلك المجموعة؟، ومتى نشأت؟، وما هي الأدوار التي قامت بها في مناطق الصراع في دول عدة؟ وغيرها من تساؤلات.

ما هي مجموعة مرتزقة فاجنر الروسية في أوكرانيا؟

مجموعة فاجنر هي جيش خاص من المرتزقة يقاتل إلى جانب الجيش الروسي النظامي في أوكرانيا.

وتشير التقديرات إلى وجود عشرات الآلاف من جنود فاجنر هناك، حيث لعبوا دورًا رئيسيًا في القتال الطويل والمكلف للاستيلاء على مدينة باخموت من القوات الأوكرانية.

وتصف الجماعة نفسها بأنها "شركة عسكرية خاصة"، لكن الحكومة الروسية كانت تتخذ في الآونة الأخيرة خطوات اعتُبرت محاولة لكبح جماحها.

وفي 23 يونيو ، قال بريجوزين إن تبرير روسيا لحربها في أوكرانيا كان كذبة ومجرد ذريعة لوزير الدفاع سيرجي شويجو للترويج لنفسه.

ما هي مجموعة فاجنر؟

برزت المجموعة على السطح لأول مرة في عام 2014، عندما كانت تدعم القوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا، وفق موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وكانت في ذلك الوقت منظمة سرية، تعمل في الغالب في إفريقيا والشرق الأوسط، ويُعتقد أنها لم يكن لديها سوى حوالي 5 آلاف مقاتل - معظمهم من قدامى المحاربين من أفواج النخبة الروسية والقوات الخاصة.

غير أنها منذ ذلك الحين، نمت بشكل كبير.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في يناير: "يكاد يكون من المؤكد الآن أن فاجنر يقود 50 ألف مقاتل في أوكرانيا وأصبح عنصرًا رئيسيًا في حملة أوكرانيا" .

وأضافت أن "فاجنر" بدأتى التجنيد بأعداد كبيرة في عام 2022، لأن روسيا واجهت صعوبة في العثور على أفراد في الجيش النظامي.

وقدر مجلس الأمن القومي الأمريكي في بداية هذا العام، أن حوالي 80 في المائة من قوات فاجنر في أوكرانيا تم سحبها من السجون.

وعلى الرغم من أن قوات المرتزقة غير قانونية في روسيا، إلا أن مجموعة فاجنر سجلت كشركة في عام 2022 وافتتحت مقرًا جديدًا لها في سان بطرسبرج.

يقول الدكتور صمويل راماني، من مركز أبحاث للدفاع والأمن ببريطانيا، ومؤلف كتاب "روسيا في إفريقيا": "إنها تجند بشكل علني في المدن الروسية، على اللوحات الإعلانية، ويتم تسميتها في وسائل الإعلام الروسية كمنظمة وطنية".

ماذا تفعل مجموعة فاجنر في أوكرانيا؟

شاركت مجموعة فاجنر بشدة في استيلاء روسيا على مدينة باخموت في شرقي أوكرانيا.

وتقول القوات الأوكرانية إن مقاتليها تعرضوا لهجمات بأعداد كبيرة فوق أرض مفتوحة، مما أسفر عن مقتل العديد نتيجة لذلك.

في البداي ، لم تذكر وزارة الدفاع أن مجموعة فاجنر متورطة في القتال. ومع ذلك، فقد امتدحت لاحقًا مرتزقة فاجنر على لعبهم دور "شجاع ونكران الذات".

كيف بدأت مجموعة فاجنر؟

وفقًا لتحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية بشأن مجموعة فاجنر، فإنه يعتقد أن ضابطًا سابقًا في الجيش الروسي، يدعى دميتري أوتكين،

وهو من المحاربين القدامى في حروب روسيا في الشيشان هو أول قائد ميداني لمجموعة المرتزقة.

فيما يعد الرئيس الحالي للمجموعة هو يفجيني بريجوزين، رجل الأعمال الثري الملقب بـ "طاهي بوتين"، نظرًا لأنه اشتهر بأنه كان يقدم الطعام للكرملين.

من طاهي بوتين إلى قائد فاجنر

تقول تريسي جيرمان، أستاذة الصراع والأمن في كينجز كوليدج لندن: "كانت أولى عمليات مجموعة فاجنر هي مساعدة روسيا على ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. في الأسابيع التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا،

و يُعتقد أن فاجنر نفذ هجمات "علم زائف" - وهي عملية تشن بنية إلقاء اللوء على الخصم فيها - لمنح الكرملين ذريعة للغزو.

كيف اشتبكت فاجنر مع القادة العسكريين الروس؟

في الأشهر الأخيرة، اتهم بريجوزين مرارًا وتكرارًا، وزير الدفاع شويجو وقائد الجيش في أوكرانيا، فاليري جيراسيموف، بعدم الكفاءة وبتعمد نقص إمدادات وحدات فاجنر التي تقاتل في أوكرانيا .

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "تشكيلات المتطوعين" في أوكرانيا يجب أن توقع عقودًا معها بحلول نهاية يونيو.

وعلى الرغم من أنه لم يتم تسمية مجموعة فاجنر، لكن يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة من قبل الحكومة للسيطرة عليها. لكن بريجوزين أصدر بيانًا غاضبًا أعلن فيه رفضه لذلك.

في أي مكان آخر تعمل فاجنر؟

-منذ عام 2015، ينتشر مرتزقة مجموعة فاجنر في سوريا، للقتال إلى جانب القوات الموالية للحكومة، ويتولون تأمين حقول النفط.

-كما يوجد مرتزقة من مجموعة فاجنر في ليبيا لدعم القوات الموالية للجنرال خليفة حفتر.

-ودعت جمهورية إفريقيا الوسطى مجموعة فاجنر لحراسة مناجم الماس، ويعتقد أنها تحرس مناجم الذهب في السودان.

-وتستخدم حكومة مالي في غرب إفريقيا مجموعة فاجنر ضد الجماعات الإسلامية.

-ويُعتقد أن بريجوجين يربح المال من عمليات مجموعة فاجنر هذه. وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إنه يستخدم وجودها لإثراء شركات التعدين التي يملكها، وقد فرضتها عليها عقوبات.

ما هي الجرائم التي يُزعم أن فاجنر قد ارتكبتها؟

-في يناير، طلب قائد سابق اللجوء في النرويج بعد هروبه من مجموعة المرتزقة، ويدعي أنه شهد جرائم حرب في أوكرانيا.

-وزعم الادعاء الأوكراني أن ثلاثة من مرتزقة مجموعة فاجنر قتلوا وعذبوا مدنيين بالقرب من كييف في أبريل 2022، حيث كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الروسية النظامية.

-وتقول المخابرات الألمانية إن مرتزقة فاجنر ربما قاموا أيضًا بذبح المدنيين في بوتشا في مارس 2022.

-واتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية، أعضاء فاجنر بارتكاب عمليات اغتصاب وسطو ضد المدنيين في جمهورية إفريقيا الوسطى.

-في عام 2020، اتهم الجيش الأمريكي مرتزقة فاجنر بزرع ألغام أرضية وعبوات ناسفة أخرى في العاصمة الليبية طرابلس وحولها.