تواصل - زاوية الطفل:

يستمد المؤمن عونه وقوته من الله عز جل، وهذا ما يميز المؤمن. ففي كل حركاته وتصرفاته يستمد العون من الله عز وجل.

وقد جاء أهل قريش إلى أبي طالب عم النبي – صلى الله عليه وسلم - يشكون إليه الرسول، وقالوا له يا أبا طالب: إن ابن أخيك قد سفَّه أحلامنا وعاب آلهتنا، وفرَّق بيننا وبين أولادنا، وإن كان ابن أخيك يريد مالا جمعنا له حتى جعلناه أغنانا، وإن كان يريد مُلكًا سوَّدناه ونصبناه ملكًا علينا، وإن كان يعاني مرضًا جئنا له بأمهر الأطباء حتى يشفى.

فرد عليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم - في يقين المؤمن القوي بالله الذي لا يخضع للإغراء، ولا يبيع إيمانه مهما كان الثمن الدنيوي عظيمًا: والله يا عم .. لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر (الإسلام) ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه.

وحفر الكافرون للمؤمنين أخاديد كبيرة في الأرض وهي حُفَرًا عظيمة، وأشعلوا فيها النيران، وألقوا فيها المؤمنين الذين آمنوا بربهم ولم يتنازلوا عن هذا الإيمان مع أن الثمن هو موتهم. قال تعالى: {قتل أصحاب الأخدود. النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} سورة البروج: 4-8. ولما أحضر فرعون السحرة ليهزموا موسى - عليه السلام - فلما رأوا معجزة الله وقدرته، خروا لله ساجدين: {قالوا آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون} سورة الأعراف: 121-122.

فتوعدهم فرعون بأن يقطع أيديهم وأرجلهم، لأنهم آمنوا بإله موسى وكفروا بفرعون، ولكن الإيمان تمكن من قلوبهم وملأها، وزادهم قوة ويقينًا، فقالوا: {لا ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون} سورة الشعراء: 50.

هذه قصص توضح كيف يستمد المؤمنون قوته من الله عز وجل، ويحسن توكله على الله فيمده بالقوة والعون. جعلنا الله ممن يستمد قوته وعونه من الله في كل حال.