تواصل- فريق التحرير:
ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، درسه لمادته في كلية الحرم المكي الشريف من رحاب المسجد الحرام تحت عنوان (القواعد الأصولية).
وشرح خلال الدرس القواعد الأصولية- حسب بيان نشره الموقع الرسمي لرئاسة شؤو الحرمين: فهي تعرَّف باعتبارين:
أ-تعريفها باعتبارها مركبًا وصفيًّا مكوَّناً من كلمتي: (القواعد)، و (الأصولية)، فتعرَّف كل كلمة على حدة.
وتناول معاليه تعريف القاعدة الأصولية باعتبارها لقبًا:
عرِّفت بتعريفات متعددة، لعل من أهمها ما يلي:
القاعدة الأصولية: هي قضية كلِّية منطبقة على جميع جزئياتها يُتوصل بها إلى استنباط الأحكام الشرعية.
شرح التعريف:
-(قضية): القضية: هي ما تركَّبت من موضوع ومحمول، مثل: الإجماع حجة، فهذه قضية مكونة من الموضوع وهو الإجماع، والمحمول وهو الحجة، وتعلُّق نسبة الحجِّية إليه، وأما إدراك وقوع هذه النسبة فهو حكمٌ تصديقي.
-(كلِّية): قيدٌ يخرج القضايا الجزئية، والمراد بالكلية: أنَّ المعنى فيها ثابت لكل فرد من أفراد موضوع القضية، فيستغرق جميع الأفراد الداخلة تحته استغراقًا تاما.
- (منطبقة على جميع جزئياتها): أي مشتملة على جميع جزئياتها سواء بالفعل أو بالقوة، وسواء انطبقت على كثيرين أو على فرد واحد لعدم غيره؛ لأن الكلي مفهوم عقلي لا حسِّي.
الفروق بين القاعدة الأصولية والفقهية:
1- من حيث الموضوع: موضوع القاعدة الأصولية هو: الأدلة الإجمالية بخلاف القاعدة الفقهية فإن موضوعَها أفعال المكلفين.
2-من حيث الشمول: القاعدة الأصولية كلِّية منطبقة على جميع جزئياتها، بينما القاعدة الفقهية أغلبية منطبقة على أكثر جزئياتها.
3-من حيث الاستمداد: القواعد الأصولية مستمدة من علم اللغة والكلام وتصور الأحكام الشرعية، وأما القواعد الفقهية فهي مستمدة من الفروع الفقهية المتشابهة التي ترجع إلى علة واحدة تجمعها.
4-من حيث الفائدة: القاعدة الأصولية وسيلةٌ لاستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة بخلاف القاعدة الفقهية فإنها عبارةٌ عن ضابط كلي فقهي للأحكام المستنبطة المتشابهة في معنى، حتى يساعد في ضبط وحفظ الجزئيات الفقهية المتناثرة.
5- من حيث الأسبقية: القاعدة الأصولية سابقة في الذهن والوجود على الفروع الفقهية فتكون سابقة على القاعدة الفقهية من باب أولى؛ لأن القاعدة الفقهية تتكوَّن من تتبع الفروع الفقهية والتي استنبطت بواسطة القواعد الأصولية.
وختم معاليه هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
