الثلاثاء، 28 شوال 1445 ، 07 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الإيثار

الإثار
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - زاوية الطفل

الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه.

اضافة اعلان

أثنى ربنا على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} الحشر: 9.

وهو خلق يظهر الإيمان؛ فقد قال الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" متفق عليه.

وتقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكننا كنا نؤثر على أنفسنا".

والإيثار هو مضاد الأثرة، التي هي حب النفس، وتفضيلها على الآخرين، وهي صفة ذميمة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فما أقبح أن يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين.

والتاريخ مليء بقصص الإيثار التي تذهل كل من يسمعها، ولكنها صدرت من أنفس عرفت أن الإيثار صفة لازمة للإيمان ومن بين هذه القصص قصة حذيفة العدوي في معركة اليرموك..

كان يبحث عن ابن عم له، ومعه شربة ماء. وبعد أن وجده جريحًا قال له: أسقيك؟

فأشار إليه بالموافقة.

وقبل أن يسقيه سمعا رجلا يقول: آه، فأشار ابن عم حذيفة إليه؛ ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذي يتألم، فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص.

ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء..

فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات، فرجع إلى ابن عمه فوجده قد مات. فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره بشربة ماء.

وهناك قصة المرأة التي جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطته بردة هدية، فلبسها صلى الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها، ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه، وقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه.. اكْسُنِيها. فخلعها النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاها إياه. فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله ما سألتُه لألبسها، إنما سألتُه لتكون كفني. واحتفظ الرجل بثوب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان كفنه.

وقصة الرجل الجائع الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، وطلب منه طعامًا، فأرسل صلى الله عليه وسلم ليبحث عن طعام في بيته، فلم يجد إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله"، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله.

وأخذ الضيفَ إلى بيته، ثم قال لامرأته: هل عندك شيء؟

فقالت: لا، إلا قوت صبياني، فلم يكن عندها إلا طعام قليل يكفي أولادها الصغار، فأمرها أن تشغل أولادها عن الطعام وتنومهم، وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج (المصباح)، وتقدم كل ما عندها من طعام للضيف، ووضع الأنصاري الطعام للضيف، وجلس معه في الظلام حتى يشعره أنه يأكل معه، وأكل الضيف حتى شبع، وبات الرجل وزوجته وأولادهما جائعين.

وفي الصباح، ذهب الرجلُ وضيفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال للرجل: "قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة". وفيه نزل قول الله -تعالى-: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} الحشر: 9. والخصاصة: شدة الحاجة.

فالإيثار خلق المؤمنين، جعلنا الله من أهل الإيثار وصرفنا عن الأثرة..

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook