تواصل - فريق التحرير:
عثر الباحثون على دليل جديد حول سبب وفاة بعض الأطفال المفاجئ أثناء نومهم، وهو مرتبط بمستقبل كيميائي معيب في جذع الدماغ.
وقال الخبراء إن النتائج توفر دليلاً إضافيًا في فهم الأسباب الجذرية لمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
من خلال فحص أنسجة المخ التي تم تشريحها، توصل الباحثون بقيادة روبن هاينز، الباحث في مستشفى بوسطن للأطفال إلى أن مستقبلًا كيميائيًا معينًا قد تغير في دماغ الأطفال الذين ماتوا بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ، مقابل الرضع الذين ماتوا لأسباب أخرى.
ويعتقد أن المستقبل، المسمى السيروتونين 2A / C يلعب دورًا رئيسيًا في مساعدة الرضيع النائم على الاستيقاظ واللهاث للهواء استجابة لحرمان الأكسجين.
الدراسة الأولى من نوعها
وتعد الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة "علم الأمراض العصبية وعلم الأعصاب التجريبي"، هي الأولى من نوعها التي تبحث في ما إذا كان مستقبل السيروتونين 2A / C هو أحد هذه الأسباب.
اقرأ أيضًا:
متلازمة موت الرضع المفاجئ.. الأعراض والأسباب وأبرز النصائح للوقاية
ودرس الباحثون الأنسجة التي تم جمعها من مكتب الفحص الطبي في سان دييجو، والتي تتعلق بوفاة 70 رضيعًا. كانت متلازمة موت الرضع المفاجئ سببًا في وفاة 58 حالة، بينما توفي 12 رضيعًا لأسباب أخرى.
وتوصل الباحثون إلى أن مستقبلات السيروتونين قد تغيرت في دماغ الأطفال الذين ماتوا بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ،، وفقًا لوكالة "يو بي آي".
قال قائد الدراسة: "إن مستقبل 2A مهم للغاية في إثارة هذه الآلية كآلية دفاعية".
وشدد على أن البيولوجيا الأساسية لمتلازمة موت الرضع المفاجئ معقدة، ولا أحد يقول أن مستقبل السيروتونين غير الطبيعي هو المسؤول الوحيد، إذ يعتقد أن هناك آليات متعددة في العمل، وقد تختلف من رضيع إلى آخر.
وأشار هاينز إلى أنه بالنسبة لبعض الأطفال على الأقل الذين يستسلمون لمتلازمة موت الرضع المفاجئ، قد يكون الخلل الوظيفي في مستقبلات الدماغ هذا سببًا.
متلازمة موت الرضع المفاجئ
ويعرف الكثير من الناس أن متلازمة موت الرضع المفاجئ مرتبطة بوضعية النوم والبيئة - بما في ذلك حقيقة أن النوم على البطن يمكن أن يزيد من مخاطر إصابة الرضيع.
اقرأ أيضًا:
“الصحة” تحذر من متلازمة موت الرضع المفاجئ.. وتكشف السبب
في عام 1992، بدأت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في نصح الآباء بأن يناموا أطفالهم على الظهر، وليس على البطن.
وفي غضون ذلك، أطلقت الحكومة الأمريكية حملة لرفع مستوى الوعي العام، وبحلول عام 1998، انخفض المعدل الوطني للوفاة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ بنسبة 45 في المائة.
لكن توقف هذا التراجع في أعداد الوفيات. إذ يموت حوالي 3 آلاف و44 رضيع بشكل مفاجئ كل عام في الولايات المتحدة، من بينهم حوالي 1400 يموتون بمتلازمة الموت المفاجئ، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. العديد من الوفيات الأخرى ناتجة عن اختناق عرضي أو خنق أثناء النوم.
لذلك نصح الخبراء بتدابير إضافية للنوم الآمن. لكن هاينز قال إنه يجب أن تكون هناك أسباب بيولوجية أساسية تجعل بعض الأطفال معرضين للخطر - وهي خصائص تجعلهم غير قادرين على الاستجابة بشكل طبيعي عندما تعيق ضغوط بيئية التنفس، مثل النوم على البطن.
وأضاف: "هذه الدراسة تعطينا معلومة أخرى حول متلازمة موت الرضع المفاجئ".
