تواصل – فريق التحرير:

كان تاريخ أول رحلة هبوط وإقلاع للطيران على أراضي منطقة الحدود الشمالية في المملكة، يعود إلى منتصف الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي.

عمليات المسح النفطي في المملكة

عندما قامت شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندر أويل كومباني “كاسوك”، صاحبة امتياز النفط السعودي، حينها، بإجراء عمليات البحث والاستكشاف الميداني في الأحساء وشمال شرقي نجد، حتى منطقة الحدود الشمالية.

ومن أجل السرعة في عملية المسح؛ استعانت الشركة بطائرة من نوع (فيرتشايلد71) 71 Fairchild، التي جرى تعديل تصميمها لتتمكن من الهبوط على الأراضي الترابية.

وتم تجهيزها بمعدات المسح الجوي والتصوير، وكان وصولها للمملكة في فبراير عام 1934م.

أول رحلة لفريق المسح

وأوضح لوكالة الأنباء “واس” مؤلف كتاب “مطار رفحاء النشأة والتطور”محمد بن عايد العنزي، أنه بحسب الجدول والخطة المعدة لأعمال المسح الجوي والاستطلاع، قام الفريق برحلته بواسطة تلك الطائرة في الحدود الشمالية للمملكة في أواخر 1934.

واستمرت طلعاتها خلال العام 1935، حيث هبطت الطائرة في أرض تسمى ” كريم”، 200 كلم شرق رفحاء.

وقام الفريق برحلة إلى قرية لينة 105 كلم جنوب رفحاء.

وتوقفوا في بعض منازل درب زبيدة التاريخية شرق وجنوب رفحاء، بالإضافة إلى جهات برية متفرقة مثل”البشوك” وغيرها.

وتألف فريق المسح من جوزيف ماوتن، وهو طيار ومساح جوي ومصور وكاتب، ومعه خبراء في التصوير والاستكشاف.

وقال العنزي وفي عام 1946، اتخذت شركة التابلاين من قرية الدويد – 150 كلم غرب رفحاء- مقرًا لانطلاق المهندسين الذين يعملون بالتخطيط لمد خط الأنابيب.

بناء مطار صغير بمدرج ترابي في الدويد

وقد قامت الشركة ببناء مطار صغير بمدرج ترابي في الدويد، على شكل حرف، طول ضلعه الأول 2,835 م..

وطول الضلع الآخر 2,332 م، وعرض كلا الضلعين 45م؛ لتهبط فيه طائرة من نوع داكوتا DC3.

حيث أخذت تلك الطائرة تغدو وتروح من هذا المدرج، وتصل من أية محطة من الظهران شرقاً حتى عمَّان في الأردن وبيروت في لبنان غرباً.

ويذكر بعض كبار السن أن الطائرة التي تقل الملك سعود – رحمه الله – في إحدى زيارته للشمال قد هبطت في مطار الدويد.

وأضاف بعد فترة هجرت الشركة مطار الدويد، وأصبح هامشيًّا، بعدما أسست مطارات في محطاتها الرئيسة في كل من “القيصومة، رفحاء، عرعر، طريف”.

ولا تزال بعض معالم مدرج المطار ومنشأته موجودة جنوب القرية.

تأسيس مطار التابلاين في رفحاء

وأشار العنزي إلى أنه في أواخر الأربعينيات الميلادية (1948-1949)، تم تأسيس مطار التابلاين في رفحاء.

وقال إنه كان أكثر تطورًا من مطار الدويد في الخدمات اللوجستية والتجهيزات.

واستخدمت شركة التابلاين بعد ذلك طائرة من نوع نايفون، إذْ تنطلق الطائرة من مطارات المحطات بشكل دوري.

تطور خدمة الطيران

وفي عام 1962 بدأ مطار رفحاء تقديم خدماته للمواطنين، حيث استقبل طائرات الخطوط السعودية إلى جانب طائرات الشركة.

وفي عام 1970 أصبح المطار ضمن ممتلكات مديرية الطيران المدني.

واستخدمت في عام 1980 طائرة الفوكر 28، وطائرة البوينج 737.

وفي عام 1986 توقف استقبال طائرات التابلاين مع توقف عمل الخط.

وتم تطوير المطار والانتقال إلى مبنى جديد في عام 1992، ودخلت الخدمة طائرة MD90

وفي عام 2007 دخلت طائرة إمبراير E170 الخدمة.

أما في عام 2016 حلت مكانها طائرة A320 ولا تزال بالخدمة.

وتسيِّر حاليًا الخطوط السعودية عدة رحلات أسبوعيّاً من مطار رفحاء إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض.