تواصل - هياء الدكان:
يتبارى أهل الخير والإحسان في نشر الخير والأثر الجميل في هذه الحياة، ابتغاء مرضاة الله اقتداء بحديث رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم"، حيث يتنافسون في تدليل الصدقة ليدوم الأجر والأثر والثواب.
و"دلل صدقتك" شعار كثير من المحسنين الذين يبذلون جدهم وجهدهم إن تحدثوا عنه للقدوة ونشر خير أو تركوه، ما يعلمه إلا الله فنجد طيب أثرهم في السفر والحضر وفي الطرقات والمباني والحدائق، أفكاراً مميزة قد جملوها وحسنوها وأكرموها لعلمهم أن كل شيء يخرج منك من طيب وخير فهو لله أوَّلاً قبل الناس أو كل حي تقبل الله منهم.
ويتنافس الكثيرون في تدليل الصدقة، فالبعض إذا وضع برادة وضعها تحت مظلة لتقي من يسقي نفسه أو يسقي حتى الحيوانات فالبعض إذا جاء يشرب ووجد قطة تمشي عبأ أَي قطعة مستهلكة ممكنة ووضع فيها الماء وسقاها والأجر له ولمن وضع هذا الخير والصدقة الْجَارِية في طريق الناس، يشرب منها العطشى والمارة وحتى الطير، وأي صدقة أفضل من الماء الذي أَوْصَى بها الحبيب ﷺ، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أن سعداً أتى النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت، ولم توص أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، وعليك بالماء"، وقال ﷺ: (أفضل الصدقة سقي الماء) رواه أحمد وأبو داود.
هذا تصدق فكيف بمن دللها، وظللها والبعض يضع مناديل وكاسات، ويتابعها باسْتِمْرَار فالجمال جمال الأثر، وطوبى لمن قدم الثمر، ففكر كيف تترك أثراً؟