تواصل - فريق التحرير:

مع تزايد الأعداد في الإصابات التي شهدتها الصين في الآونة الأخيرة، مع التخفيف من القيود المفروضة لمواجهة كوفيد – 19، يواصل أطباء مصابون بالعدوى في الخطوط الأمامية علاج المرضى، في الوقت الذي تزدحم فيه المستشفيات بالمرضى، وخاصة المسنين الذين يجدون صعوبة في التنفس.

معاناة كبار السن 

وفي مستشفى نانكاي في تيانجين، على بعد حوالي 140 كيلومترا (90 ميلا) جنوب شرق العاصمة بكين، رصدت وكالة "فرانس برس" الأربعاء أكثر من عشرين مريضًا معظمهم من كبار السن على نقالات في ممرات قسم الطوارئ.

كان معظمهم يتلقون المصل عبر الوريد، وبعضهم يعاني من صعوبات في التنفس. القليل منهم كان فاقدا للوعي أو لا يستجيب بشكل كامل للعلاج. ونقلت الوكالة عن طبيب "نعم جميعهم مصابون بكوفيد".

وقال طبيب آخر لشخص يرافق مريضًا إن "المشكلة هي عدم توفر أسرة في الوقت الحالي".

وقال طبيب في تيانجين إن قسم الطوارئ الذي يعمل فيه أكثر اكتظاظًا من المعتاد "بسبب تفشي الفيروس". وأضاف أن من المتوقع أن يواصل أفراد الطاقم الطبي العمل على الرغم من ثبوت إصابتهم بالفيروس.

وفي العيادة المتخصصة بحالات الحمى في المستشفى، شاهدت "فرانس برس" أطباء يرتدون اللباس الواقي ويعالجون نحو ثلاثين مريضًا معظمهم من المسنين، يمسك بعضهم بنسخ لأشعة مقطعية.

اقرأ أيضًا:

بسبب كورونا.. أمريكا تدرس فرض قيود على المسافرين القادمين من الصين

الاتظار لأربع ساعات

في مستشفى قريب، شاهد مراسل الوكالة جثة على الأقل يتم إخراجها من أحد أجنحة المستشفى.

وقالت "فرانس برس"، إنها أحصت أكثر من 25 مريضًا مسنًا مستلقين على أسرة موقتة في الممرات الضيقة لقسم الطوارئ. وشوهد عاملون وأفراد الرعاية الصحية وهم يدفعون مرضى مسنين على كراسي متحركة ونقالات محاولين تفادي الاصطدام بالآخرين.

وتلقى العديد من المرضى التقطير الوريدي فيما كان آخرون فاقدين الوعي. وانتابت البعض رعشة وسعل آخرون تحت كماماتهم وقبعاتهم الصوفية والبطانيات السميكة. وإلى جانب بعض النقالات شوهدت قوارير أكسجين زرقاء.

في غرفة إنعاش، شاهد مراسل برس مجموعة أطباء حول مسن موصول بالاكسجين وأجهزة مراقبة العلامات الحيوية. ووقف حراس أمن أمام أبواب بعض غرف المعاينة لضمان انتظام الطوابير الطويلة للمرضى.

وأكد موظفو المستشفى لوكالة "فرانس برس"، أن غالبية المرضى في قسم الطوارئ يعانون من مضاعفات جراء الاصابة بكوفيد.

وفي زاوية قرب نافذة الصيدلية، استخدم رجل قطعة قطن مبللة لترطيب الشفاه الجافة لمسنة ممدة على نقالة كان من الواضح أنها تتنفس بصعوبة.

ونقل العديد من سيارات الإسعاف المزيد من المرضى إلى قسم الطوارىء خلال فترة بعد الظهر.

وسُمع عاملون في المستشفى يقولون لمسن مصاب بكوفيد "فترة الانتظار أربع ساعات لرؤية طبيب. ... هناك 300 شخص ينتظرون قبلك".

اقرأ أيضًا:

بعد تخفيف القيود.. الصين تلغي الحجر الصحي للقادمين من الخارج

مشاهد مماثلة في مستشفيات أخرى

ورأى مراسلو "فرانس برس" مشاهد مماثلة في مستشفيات في مناطق أخرى من البلاد منها شنغهاي وشونجتشينج حيث لم تعد المستشفيات قادرة على التعامل مع تدفق العدد الكبير من المرضى.

يذكر أن لجنة الصحة الوطنية الصينية أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تصدر بعد الآن حصيلة رسمية لوفيات كوفيد اليومية. لكن مع وقف الفحوص الجماعية - وقرار الصين تغيير تصنيف وفيات كوفيد في خطوة قال المحللون إنها ستقلل بشكل كبير من عدد الوفيات - لم تعد هذه الأرقام تعكس الواقع.