حذرت دراسة جديدة من أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، وهو ثاني أكثر حالات التنكس العصبي شيوعًا بعد مرض الزهايمر.اضافة اعلان
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة "جاما نيورولوجي"، إن "النتائج تضيف إلى الأدلة التي تشير إلى أن الشعور بالوحدة هو عامل نفسي اجتماعي كبير محدد للصحة".

الشعور بالوحدة

وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين أشاروا إلى أنهم يشعرون بالوحدة لديهم احتمال أكبر بنسبة 37% للإصابة بمرض باركنسون.
واستمر هذا الارتباط بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل الديموغرافية، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، والعزلة الاجتماعية، والمخاطر الجينية، والتدخين، والنشاط البدني، ومؤشر كتلة الجسم، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، والأزمات القلبية، والاكتئاب، وحتى رؤية طبيب نفسي.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور أنطونيو تيراتشيانو، لوكالة "يو بي آي"، إن "الوحدة وغيرها من مقاييس الترابط الاجتماعي كانت مرتبطة سابقًا بأمراض تنكس عصبي أخرى، مثل مرض الزهايمر والخرف المرتبط به. ومع ذلك، على حد علمنا، لم تقم أي دراسة سابقة بدراسة هذا الأمر. تم اختبار الارتباط بمرض باركنسون".
وأضاف تيراشيانو الأستاذ في قسم طب الشيخوخة بكلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا: "تضيف نتائج الدراسة أدلة جديدة على مرض باركنسون وتدعم التوصيات المتعلقة بالآثار الوقائية والعلاجية المحتملة للتواصل الاجتماعي ذي المعنى الشخصي".

ماذا أظهرت النتائج؟

واستخدم الباحثون عينة من المشاركين في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 38 إلى 73 عامًا مع بيانات الشعور بالوحدة ودون تشخيص مرض باركنسون في الأساس. 
وتم تقييم المشاركين لأول مرة خلال الفترة من 13 مارس 2006 إلى 1 أكتوبر 2010، وتمت متابعتهم لمدة تصل إلى 15 عامًا.
وقامت الدراسة بقياس الشعور بالوحدة من خلال طرح السؤال التالي: "هل تشعر بالوحدة في كثير من الأحيان؟" تم ترميز الإجابات كـ 0 لـ لا و 1 لـ نعم.
من بين 491 ألفًا و603 مشاركًا - 54.4% من الإناث وبمتوسط عمر 56.54 عامًا - أصيب 2822 بمرض باركنسون خلال فترة المتابعة.

ما هي الوحدة؟

وعرّف الباحثون الوحدة بأنها "شعور شخصي مؤلم ينشأ من التناقض بين العلاقات الاجتماعية المرغوبة والمتصورة".
وأشاروا إلى أنها تتميز "بزيادة الضعف العاطفي واليقظة المفرطة والإدراك المثابر" أو التفكير المستمر في الأحداث السلبية في الماضي أو في المستقبل.
وكتبوا: "بالإضافة إلى الخسائر العاطفية، فإن الأفراد الذين يشعرون بالوحدة يميلون إلى الانخراط في أنماط حياة غير صحية ولديهم خصائص سريرية أسوأ".
ووفقًا لمؤسسة باركنسون، فإن المرض يصيب 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. 
ويزداد معدل الإصابة بالمرض مع تقدم العمر، ولكن ما يقدر بنحو 4% من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون يتم تشخيصهم قبل سن الخمسين. والرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بمقدار 1/2 مرة أكثر من النساء.