الأربعاء، 14 ذو القعدة 1445 ، 22 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

من حل الواجبات إلى أبحاث الترقي.. لماذا علينا أن نخشى "شات جي بي تي"؟

شات جي بي تي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

مع استمرار الجدل حول الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي"، برزت مخاوف من تأثيراته السلبية على المؤسسات الأكاديمية والبحث العلمي حول العالم.

اضافة اعلان

وعبر الدكتور عبدالله البريدي، الأستاذ غير المتفرغ بجامعة القصيم عن مخاوف من انعكاسات الذكاء الاصطناعي على مستوى الطلاب، مع إمكانية اعتمادهم عليه في كثير من المهام والواجبات، ما من شأنه أن يحد من بذلهم الجهد، للارتقاء بمستواهم التعليمي.

وقال البريدي عبر صحيفة "الجزيرة"، إنه "بضغطة زر يحصل الطالبُ أو الأستاذُ على ما يحتاجه، مع دقة مدهشة في كثير من الأجوبة والمعلومات و»الأبحاث» التي تقدمها، وهي تتطور على مدار اللحظة؛ عبر إدخال مليارات المحددات/ المغذيات للتقنية التوليدية (Parameters)، التي تسعى جاهدة لمحاكاة تفكير الإنسان والتفوق عليه".

وأضاف: "هنا أقول بكل شفافية: هل يكون مقبولاً حينما لا يُظهر القلقَ من هذه التقنية إلا أصحابُ "أكشاك حل الواجب" و"أكشاك إعداد الأبحاث"؟ هل هذا فعلاً مقبولٌ أو منتظرٌ من وزارات التعليم والبحث العلمي في عالمنا العربي والمؤسسات الأخرى ذات الصلة؟!".

اقرأ أيضًا:

بعد نجاحه في اختبارات الطب.. طرق الجامعات لمنع الغش باستخدام “تشات جي بي تي”

مميزات "شات جي.بي.تي"

ويستطيع "شات جي.بي.تي" تقليد الحديث البشري بطريقة جديدة، وهو ما يثير المخاوف من أمور كثيرة، بينها إمكانية استخدامها في الغش أثناء الاختبارات المدرسية أو إعداد الأوراق البحثية الجامعية أو اختلاق معلومات مضللة ونشرها على نطاق واسع.

وأوضح البريدي أن ثورة الذكاء الاصطناعي تنحو في بعض مساعيها إلى تغيير بِنية الإنسان في مسائل جوهرية، ومنها البعد العقلي أو الذهني، مسلطًا الضوء على كتاب "حضارة السمكة الحمراء" للفرنسي برونو باتينو، الذي يقُدِّر انتباه هذا الجيل بنحو 9 ثوانٍ، وبعدها، ينفصل ذهنُه عن موضوع تركيزه، باحثاً عن مُثير جديد (معلومة، خبر، مشهد، إعجاب) وذلك بدءاً من الثانية العاشرة؛ بفارق ثانية واحدة فقط عن هذه السمكة التعيسة!

وهذا ما دفعه إلى التحذير من خطورة توظيف الذكاء الاصطناعي في تحقيق ما بات يُسمى باقتصاد الانتباه، في الوقت الذي أعلنت فيه الشركةُ المنتجةُ لتقنية "جي بي تي"، أنها بصدد التعاون والتحالف مع شركة ميكروسوفت، مما يعني أن هذه التقنية من الذكاء الاصطناعي سيجري دمجها في الحواسيب الشخصية والبرامج المعروفة.

وقال إنها ستكون متاحة مثل القواميس المدمجة في برنامج "الوورد" مثلاً، وهذا يعني اكتساحًا تامًا لهذه التقنية، وتعطيلاً قد يكون تامًا هو الآخر لما يُسمى بالعقل أو التفكير الإنساني! متسائلاً: "كيف يمكن لأستاذ أن يقيِّم إذا كان هذا الحل أو تلك الإجابة هي من صنع جي بي تي أو من إنتاج عقل تلميذه؟ هذا إذا كان هذا الأستاذ أصلاً يهتم أو يكترث لهذه المسألة!".

اقرأ أيضًا:

بعد نجاحه في اختبارات الطب.. طرق الجامعات لمنع الغش باستخدام “تشات جي بي تي”

آثار مدمرة على بِنية العقل الإنساني

وحذر البريدي من أن تطبيقات للذكاء الاصطناعي "سيكون لها آثارٌ مدمرةٌ جدًا على بِنية العقل الإنساني والتفكير والاستنتاج والذاكرة وكل العمليات الذهنية.. فضلًا عن الجوانب الإنسانية الأخرى التي لا يمكن الحديث عنها في نص صغير كهذا، مما ينذر بمخاطر تتهدد المنظومة التعليمية في العالَم وأسس التفكير والعمل الإنتاج أيضًا".

وأوضح أنه "لمثل هذه السلبيات الكبرى، اتخذت جامعة ستانفورد (وهي التي احتضنت ولادة الرقمي والمنصات والمجتمع الشبكي) قرارًا بعدم إدخال المحمول في المحاضرات، وهي بصدد فرض غياب الحواسيب بشكل متصاعد داخل حرمها الجامعي!".

وطالب وزراء التعليم والبحث العلمي (ومعاونيهم) في العالم العربي نسخة لإجراء نقاشات معمَّقة ممتدة تراكمية ذات نفس طويل، حول هذه الظاهرة "العنيدة"، التي "جعلتْ تخلق لنا تهديدات وجودية، تَمسُّ عقلَ الإنسان وذاكرته ومعرفته، فضلاً عن روحه ووجدانه، فهل نُولي هذه القضية الخطيرة -بكل أبعادها- ما تستحق قبل فوات الأوان؟!".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook