تواصل – فريق التحرير:

ماذا تفعل إذا دخلت المسجد ورأيت صبيًا يؤم المسلمين في الصلاة؛ هل تصلي خلفه أو لا؟

تتكرر هذه الحالة في مساجدنا، وربما تجد كثيرًا من الناس يشككون في إمامة الصبي أو لا يطمئنون لصلاته.

صبيًا صغيرًا يؤم بعض المسلمين في الصلاة

ووثق مقطع فيديو في أحد مساجد المملكة صبيًا صغيرًا يؤم بعض المسلمين في الصلاة، وتككر السؤال نفسه كما يقول صاحب الحساب: "أبو شماغ وأبو بدلة سألوني قبل يدخلون مع الإمام الصغير يجوز ندخل معه؟"

ما شاء الله عليه يقرأ من سورة البقرة، إذا ما صلوا خلفه يصلون خلف من؟!

هذه من فوائد القرآن ورفعته لأهله، والمسألة فقهيًا فيها خلاف، وإمامة الصبي في الفرض صحيحة عند الشافعية، واختاره ابن باز وابن عثيمين.

هل تجوز إمامة الصبي؟

وسئل الإمام بن باز (رحمه الله) هل تجوز إمامة الصبي؟

فكان رده: "لا بأس بإمامة الصبي إذا كان قد أكمل سبع سنين أو أكثر وهو يحسن الصلاة، لأنه ثبت عن النبي ﷺ ما يدل على ذلك.

وتابع بن باز، على موقعه الشخصي، "لكن الأفضل أن يُختار الأقرأ من الجماعة، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنًا كما صح ذلك عن النبي ﷺ.

الغلام يؤم إذا عقل الصلاة

وفي سؤال آخر على موقع العلامة بن باز (رحمه الله)، قال في بدائع الفوائد: لا يؤم الغلام حتى يحتلم، فهل هذا صحيح؟

وأجاب الشيخ : الصواب أن الغلام يؤم إذا عقل الصلاة، ولو كان ابن سبع سنين إذا عقل الصلاة، وفهمها، لا بأس أن يؤم الكبار في الفرض، والنفل إذا عقل الصلاة، وفهمها.

وأضاف: "في صحيح البخاري، عن عمرو بن سلمة الجرمي، قال: قال أبي: جئتكم من عند النبي حقًا، وقال: إذا حضرت الصلاة؛ فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنًا.

قال: فنظروا؛ فلم يجدوا أكثر مني قرآنًا، فقدموني وأنا ابن ست، أو سبع سنين" (أخرجه البخاري في صحيحه، وأبو داود، وغيرهما).

فإذا كان الغلام عاقلًا، فاهمًا، جيدًا يعقل الصلاة، وهو أقرأ من الحاضرين قُدِّم، ولو كانوا بالغين، وهو غير بالغ.

أما إذا كانوا على السواء، فالبالغ أولى، كلما كان أعلم، وأفضل؛ فهو أولى، لكن لا بأس أن يتقدم الصغير، ويصلي بالناس.

ويؤكد (رحمه الله) أنه لا حرج في ذلك؛ إذا كان أهلًا للصلاة، وإذا كان أقرأ الحاضرين؛ صار أولى؛ لقول النبي ﷺ: يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.