تواصل - فريق التحرير:

شرعت الأعياد للفرحة وإدخال السرور على النفس، لكن ذلك مقيد بالقيود الشرعية، التي تفرض أن يكون ذلك في إطار منضبط غير منفلت.

فضلاً عن التقيد بالعادات والتقاليد التي تلزم الفرد بمجموعة من الضوابط والأخلاقات التي لا ينبغي تجاوزها والخروج عليها.

فالفرحة لا تعني الخروج عن المألوف، أو تعني التجاوز والخروج على حدود الآداب والأحكام التي يفرضها الشرع.

علاوة على عدم المبالغة والإسراف الذي يمكن أن يترتب عليه مضار صحية،

قائمة المحظورات

ومن تلك المحظورات:

1 - استشعار الفرحة والبعد عن الأحزان

تجنب كل ما يعكر على الإنسان صفوه في العيد، والتغافل المحمود حتى لايترك أية ثغرة ينفذ منها الشيطان لإيقاع النفوس في الحزن في يوم البهجة والسرور.

تقول الدكتورة شروق الفواز، إن الأعياد وجدت للاحتفال والفرح، للبهجة والسرور لكنها أحيانًا قد ُتوجد الفعل النقيض لمن لا يعيش أجواءها. ومعها وجدت ظاهرة تعرف باكتئاب الأعياد، وهي ظاهرة تصيب من لا يندمج مع العيد وأجوائه او لا تسمح له ظروفه بذلك غنيًا كان ام فقيرًا.

وأوضحت أنه على الرغم من أن فكرة العيد قائمة على التواصل ومحبة اللقاء إلى أنها قد تكون سببًا لدى البعض ليكرهوا قدومه ممن يثقل عليهم السلام والسؤال عن الأهل او الأحباب.

وتابعت : "وعلى عكسها تكون فئة المحزونين وهم فئة يجدد العيد فيها مواجعها ويذكرها بفقد من كانت تحب ان تعيش اجواء العيد معه فتكرهه وتهرب من اجوائه".

وأشارت إلى فئة أخرى "ترى في العيد تنافسًا غير متكافئ مع غيرها، لايصب لمصلحتها ولا يقنعها فتخشى قدومه ومهما استعدت له وصرفت فإن خسائرها المادية مهما بلغت لا تسعدها ولا تريح قلبها من شقائه".

اقرأ أيضًا:

بالفيديو.. “الفوزان” يُوضح السُنة التي يُشرع للمسلم أن يفعلها ليلة العيد

2 - اللهو المباح

يباح اللهو في العيد، لكن دون تجاوز أو ارتكاب معاصي تنافي المقصود منها، عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "دخل عليّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعندي جاريتان تغنيان بدفين بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، وجاء أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأقبل عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: "دعهما يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا".

ولا يصح على المسلم أيضاً يوم العيد أن يقضي هذا اليوم في أشياء تغضب الله تعالى؛ منها سماع الأغاني وحضور الحفلات الغنائية التي توجد بها كثير من المحرمات،

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ماحكم الدف يوم العيد؟، فأجاب بقوله: جائز.

3 - الاختلاط بين الرجال والنساء

الاختلاط المنهي عنه، فالأعياد ليست مبررًا لحدوث أي تجاوزات من هذا النوع.

فعلى الرغم من أنه يستحب للمرأة الخروج إلى صلاة العيد، إلا أن خروجها مقيد بعدم التزين والسفور، أو القيام بأشياء تلفت الانتباه إليها.

إذ يُسن لها حضور صلاة العيد غير متطيبة ولا لابسة لثياب زينة أو شهرة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: وليخرجن تفلات، ويعتزلن الرجال، ويعتزل الحُيَّض المصلى.

لكن لا يجوز اختلاط النساء بالرجال في المصلى والشوارع وغيرها، ومزاحمتهن الرجال فيها.

وينبغي على الرجال والشباب عدم الانصراف من المصلى أو المسجد إلا بعد تمام انصرافهن.

4 - قطيعة الرحم 

العيد فرصة لتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، فمن كان على خلاف مع قريب أو مقاطع له، فإنه يستحب أن يبادر إلى مصالحته وتهنئته بالعيد.

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "صلة الرحم ليس فيها حدٌّ؛ لا في المدة، ولا في الكيفية، ولا بالذي يوصل به؛ مال أو كسوة أو غيره، فجاءت النصوص مطلقة "صلة رحم"، فما عدَّه الناس صلة فهو صلة، وما عدوه قطيعة فهو قطيعة؛ وبهذا تختلف الأحوال، قد يكون الناس في حال فَقر والأقارب يحتاجون كثيرًا؛ فهنا لا بد أن أصِلَهم بالمال، وقد يكون بعض الأقارب مريضًا يحتاج إلى عيادة؛ فلا بد أن أعوده، فالمهم أن صِلة الأرحام موكولة إلى عرف الناس، وليس لها حد".

اقرأ أيضًا:

اقتداءً بسنة النبي ﷺ.. تعرف على أحكام وآداب صلاة العيد

5 - الأكل بحساب

الأعياد يستحب فيها الأكل والشرب، لكن ذلك لا يعني الإسراف المبالغ فيه وبخاصة من جانب أصحاب الأمراض، لما قد يشكله ذلك من أضرار صحية.

تنصح الدكتورة ولاء زكي استشاري التغذية وعلاج السمنة، بمقاومة بشراء كمية قليلة من كعك العيد، حتى لا يكون الإقبال عليه كبيرًا.

وتقول إنه يجب على ربات الأسر عدم تقديم كمية كبيرة منه للأسرة، بل وضع عدد محدود منه، مع إمكانية استخدام بديل سكر البودرة من عند العطار لخفض السعرات الحرارية للكعك.

كما تنصح بالحرص على ممارسة الرياضة طوال أيام العيد لحرق السعرات الحرارية الناتجة عن كعك العيد، ولتكن رياضة بسيطة، مثل: المشي، والجري الخفيف.

6 - ضوابط التوسعة على الأهل 

التوسعة على الأهل في العيد مطلوبة، بل هي محببة ومرغوبة، ومن ذلك التوسعة في الطعام والشراب وأكل الطيب من الطعام، سواء كان ذلك في البيت أو في مطعم خارج البيت.

غير أنه لا يجوز أن يكون ذلك في مطعم قد لاتتوافر فيه الخصوصية المطلوبة، وقد يكون من الأفضل: الخروج إلى رحلة برية أو بحرية حتى يبتعدوا عن الأماكن التي يختلط فيها النساء بالرجال اختلاطاً مستهترًا، أو تعج بالمخالفات الشرعية.

7 - العبادات في العيد

العيد لا يعني إسقاط الفرائض، أو التهاون بشأن أداء الصلاة على سبيل المثال، ولما كان عيد الفطر يواكب يوم الجمعة، فإنه يمكن لمن أدى صلاة العيدة أن يؤدي صلاة الظهر، ولا يشترط حضوره صلاة الجمعة.

وذهب أكثر أهل العلم إلى استحباب إحياء ليلتي العيدين.

قال الإمام النووي في المجموع: اتفق أصحابنا على إحياء ليلتي العيدين. انتهى، وقال في مواهب الجليل: استحب إحياء ليلة العيد بذكر الله تعالى، والصلاة وغيرها. انتهى.

وذهب الحنفية: إلى أن إحياءها يكون بصلاة العشاء في جماعة والعزم على صلاة الفجر جماعة، فإحياء ليلة العيد عند القائلين بها يكون بجمع الطاعات من ذكر وقراءة قرآن وصلاة ودعاء، قال في مغني المحتاج: ويسن إحياء ليلتي العيد بالعيادة من صلاة وغيرها من العبادات.

واعلم أنه لا يستحب لإحيائها الصلاة بالمسجد، ولا المواضع المشهورة كما يفعل في رمضان، بل كل إنسان في بيته لنفسه، ولا بأس أن يأتم به أهله وولده. ذكره ابن الحاج.