تواصل - فريق التحرير:
يعد الإسلام ثاني أكبر الديانات في بريطانيا، حيث يوجد ما يقرب من أربعة ملايين مليون مسلم في بريطانيا، أغلبهم من أصول آسيوية وخاصة من باكستان وبنجلاديش.
وبحسب نتائج إحصاء نشر في عام 2021، فأن الإسلام هو أكثر الديانات سرعة من حيث الانتشار في البلاد خلال العقد الماضي.
إذ ارتفعت أعداد المسلمين من 2.7 مليون شخص في 2011 إلى 3.9 ملايين في 2021، بزيادة 1.2 مليون مسلم في 10 سنوات، وبات المسلمون يشكلون 6.5 في المائة من مجموع سكان بريطانيا.
وفي المقابل، تحولت المسيحية إلى ديانة الأقلية في كل من إنجلترا وويلز، وذلك بعد تراجع أعداد الأشخاص الذين أعلنوا أنهم يعتنقونها بالمقارنة مع إحصاء 2011.
وباتت نسبة المسيحيين في كل من إنجلترا وويلز تشكل 46.2 في المائة لأول مرة في تاريخ المملكة، علما أنها كانت تشكل 59.3 في المائة خلال إحصاء 2011.
تاريخ الإسلام ببريطانيا
وتشير الوثائق التاريخية إلى أن بريطانيا عرفت الإسلام في عصور متقدمة، ومنها عملة تعود إلى القرن الثامن، في عهد الملك "أوفَّا رِكس"، أحد أقوى الملوك الأنجلوساكسون الذين وحَّدوا إمارات الجزيرة البريطانية المتصارعة تحت جناح مملكته "مِرسيا،ـ بعد جهد جهيد وحروب مُدمِّرة.
اقرأ أيضًا:
“إن بي سي نيوز” الأمريكية تقدم معلومات لغير المسلمين عن رمضان
وكانت العملة تشبه عملة يضربها أو يصدرها الحاكم المسلم المعاصر، الخليفة المنصور إلى حد كبير، حيث كان دينار الذهب الإسلامي العملة الأكثر أهمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت.
وقد لاحظ المؤرخون أن عملات بداية عصر "أوفَّا" حملت على ظهرها علامة الصليب المسيحية، وحمل وجهها صورة الملك "أوفَّا".
لكن تغيَّر الأمر مع العملات المطروحة في نهايات عصره، حتى تلاشت علامة الصليب واختفت صورة الملك، ثم أخيرا ظهر الدينار الذهبي اللافت الذي نقش عليه "أوفَّا" عبارة التوحيد والإسلام عام 157هـ/774م.
وعلى وجه الدينار، نقش على الهامش: "محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كلّه"، وفي المركز "لا إله إلا الله وحده لا شريك له".
وفي الظهر نقش في الهامش "بسم الله ضُرب هذا الدينار سنة سبع وخمسين ومئة"، وفي المركز "محمـد رسول الله OFFA REX".
وظهر هذا الدينار لأول مرة في صالة بيع بروما، وربما كان جزءا من هدية أو جزية سنوية للبابا "أدريان الأول"، حيث وعد "أوفَّا" بإرسال 365 قطعة نقدية ذهبية إلى البابا كل عام.
وقد تنامى الوجود الإسلامي هناك عقب الحرب العالمية الاولى (1914-1918م)، مع احتلال بريطانيا لكثير من البلاد العربية وغير العربية، والتي يشكل المسلمون الغالبية العظمى من سكانها.
ويوجد 1200 مسجد في شتى أنحاء بريطانيا، وأقدم مسجد تم تأسيسه يعود لعام 1860 في كارديف، عاصمة إقليم ويلز.
مظاهر إحياء شهر رمضان في بريطانيا
ولكثرة عدد المسلمين في بريطانيا، يمكن بوضوح رصد مظاهر إحياء شهر رمضان هناك، وذلك من خلال الإقبال الكثيف على المساجد والمراكز الإسلامية، وانتشار موائد الإفطار الجماعية.
اقرأ أيضًا:
كيف يصوم رواد الفضاء المسلمون خلال شهر رمضان؟
وتقام الصلوات في المساجد خاصة صلاة التراويح حيث يتجمع الكثير من المسلمين لأدائها ومن ثم إقامة العديد من دروس الدين.
ويقوم بعض الشباب المسلم في شهر رمضان ببث إذاعي رائع للدروس الإسلامية وقراءة القرآن، وتبث هذه القناة الإذاعية باللغة العربية والانجليزية والأردية ويطلق عليها القناة الإذاعية راديو رمضان ويستمر البث طوال الشهر.
وفي رمضان هذا العام، زين 30 ألف مصباح شوارع العاصمة البريطانية لندن احتفاء بحلول شهر رمضان، لأول مرة، فقد وضعت كتابات ضوئية بارزة في شارع كوفنتري، ترحيبًا بشهر الصيام.
وأنار الأضواء عمدة لندن، صديق خان، الذي يحتفي بشهر رمضان رفقة 1.3 مليون مسلم يعيشون في العاصمة البريطانية.
وقالت عائشة ديساي التي نظمت هذا العرض: "أردت أيضا زيادة مستوى الوعي، فيعرف الجيران أنه شهر مهم بالنسبة لنا، إنه أفضل الشهور عندي".
وسيقام في لندن أيضًا إفطار جماعي بمتحف فيكتوريا وألبرت جنوب كينسينجون، حيث نصبت خيمة في شكل مسجد، وجناح رمضان للمسلمين وغير المسلمين.
واستضافت أندية أستون فيلا وكوينز بارك رينجرز وتشيلسي وبريستون نورث إند وبرايتون وهوف ألبيون بالفعل حفلات إفطار كبيرة في ملاعبهم، في أول مبادرة من نوعها في الدوري الانجليزي.
وكان لافتًا دعوة غير المسلمين وزملاء العمل إلى موائد الإفطار الرمضانية.
وتقول حملة "تذوق رمضان" إن المساجد من جميع أنحاء البلاد تفتح أبوابها في عطلة نهاية أسبوع واحدة لغير المسلمين. والهدف هو دعوة الناس لتناول الإفطار والتعرف على المؤسسات الموجودة على أعتاب منازلهم.
وشهدت المكتبة البريطانية، إقامة حفل إفطار، وكذا كاتدرائية مانشستر حيث صدح الأذان لأول مرة، وشارك المئات في الإفطار داخل المبنى التاريخي.
