تواصل - وكالات:
في أعقاب الزلازل المدمرة التي تعرضت لها تركيا في الشهر الماضي وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 50 ألف قتيل، اتجهت الأنظار نحو عوازل الزلازل كأحد الإجراءات الاحترازية لمنع حدوث كوارث مماثلة في المستقبل.
ووفقًا تقرير لموقع " تي آر آتي"، فإنه لم يعد استخدام العوازل الزلزالية نوعًا من الرفاهية، بل باتت لزاماً عند تشييد المباني الحكومية والتجارية، وحتى السكنية. لا سيما وأن أسعارها أصبحت في المتناول بعدما بدأت الشركات التركية تصنيعها.
اقرأ أيضًا:
أكثر من 11 ألف هزة ارتدادية تضرب تركيا منذ زلزال 6 فبراير
نظام عوازل الزلازل
وقال أورجان أوزتشامور، المدير العامّ لأنظمة العوازل التكنولوجية (TİS)، الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي تنتج عوازل الزلازل من مواد محلية، إن منطق عمل نظام عوازل الزلازل بسيط للغاية في الواقع.
وأوضح أن النظام يقوم على وضع أجهزة خاصة بين الهيكل الإنشائي وأساساته، ما يعني أنهم يضعون جهازًا واحدًا لكل عمود من أعمدة الحمل الرئيسية، بطريقة تضمن الفصل التامّ للمبنى عن الأساسات المغروزة بالأرض.
وأشار إلى أن هذه الأجهزة يمكنها تحمل الوزن الخاص بالهيكل، ويمكن أن تكون مرنة جدًا في أثناء التعامل مع القوى الأفقية التي تولدها الاهتزازات الزلزالية.
ولفت إلى أنه عندما تتحرك القاعدة في أثناء حدوث زلزال، تتحرك العوازل فيما يظلّ الهيكل نفسه ثابتًا، مما يساعد بفاعلية على امتصاص الموجات الزلزالية ومنعها من الانتقال عبر المبنى.
وتابع أوزتشامور شارحًا: "في حالة تَعرُّض المبنى للاهتزازات، تمتص هذه الأجهزة حركة الزلزال داخل نفسها وتشكل نوعاً من الدفاع ضد الزلازل. وبفضلها، لا تُحمى العناصر الهيكلية فقط مثل العوارض والأعمدة، ولكن جميع مكوّنات المبنى الداخلية محمية".
اقرأ أيضًا:
الرئيس التركي: تأثر 14 مليون مواطن وانهيار 30 ألف منزل بسبب الزلزال
13 شركة في العالم لإنتاج عوازل الزلازل
وقال، إنه في العالم هناك 12 أو 13 شركة يمكنها إنتاج عوازل الزلازل. موضحًا أن أسعار المنتجات المستوردة كانت مرتفعة للغاية قبل إنتاج عوازل الزلزال في تركيا بالوسائل المحلية، وبعد بدء الإنتاج المحلي لـTIS، خفضت الشركات الأجنبية سعر المنتجات إلى تركيا بنسبة 50-60 في المائة.
وذكر أوزتشامور أن المستشفيات الحكومية ذات العوازل في منطقة الزلزال أعطت نتائج ممتازة، ، متابعًا: "في منطقة الزلزال حيث ركّبنا نظام العزل 8 مستشفيات. فحصناها جميعاً واحداً تلو آخر. أتمّ النظام مهمته بنجاح وحصل الجميع على العلامات الكاملة".
وأردف: "فحصنا أيضًا بيانات العوازل الزلزالية المثبتة في المستشفيات في منطقة الزلزال. تحرك البعض من 4 إلى 5 سنتيمترات، والبعض الآخر 25 سنتيمترًا. على الرغم من الاهتزاز القوي، أدّى النظام دوره ولم يُصَبْ أحد حتى بنزف في الأنف".
