تواصل - فريق التحرير:
توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول الملينات بانتظام لتخفيف الإمساك قد يزيد من فرص الإصابة بالخرف مع مرور الوقت.
وتزداد هذه المخاطر بين الأشخاص الذين يستخدمون أنواعًا متعددة من الملينات أو المسهلات الأسموزية، والتي تعمل عن طريق سحب الماء إلى البراز، وفقًا للنتائج التي نُشرت في مجلة "نيورولوجي".
وربطت أبحاث سابقة بين الأدوية الأخرى التي لا تستلزم وصفة طبية، بما فيها الأدوية المساعدة على النوم وأدوية الحساسية، وبين الخرف، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها ربطه باستخدام الملينات.
اقرأ أيضًا:
الغذاء والدواء الأمريكية: أدوية “الملينات والمُسهّلات” قد تسبب الوفاة
تفاصيل الدراسة
ونظر فريق البحث، بقيادة فنج شا، الأستاذ المساعد في معهد شنتشن للتكنولوجيا المتقدمة في الأكاديمية الصينية للعلوم بالصين، في استخدام الملينات في أكثر من نصف مليون شخص مشاركين في مشروع أبحاث البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، متوسط أعمارهم 57 عامًا.
ولم يكن أحد منهم مصابًا بالخرف في بداية الدراسة. ومن بين هؤلاء، أفاد 3.6 في المائة باستخدام أدوية مسهلة بدون وصفة طبية في معظم أيام الأسبوع خلال الشهر السابق.
وخلال 10 سنوات من المتابعة، أصيب 1.3 في المائة من الأشخاص الذين استخدموا الملينات بانتظام بالخرف. وأظهرت الدراسة أن 0.4 في المائة فقط من الأشخاص الذين لم يتناولوا أدوية ملينة بشكل منتظم أصيبوا بالخرف.
وبعد أن قام الباحثون بالتحكم في العوامل الأخرى المعروف أنها تزيد من خطر الإصابة بالخرف، مثل تاريخ العائلة، وجدوا أن الأشخاص الذين يستخدمون الملينات بانتظام تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالخرف بنسبة 51 في المائة مقارنة بالأشخاص الذين لا يستخدمون الملينات بانتظام.
اقرأ أيضًا:
نصائح طبية للتعامل مع حالات «الإمساك»
زيادة أنواع الملينات
وأظهرت الدراسة أنه كلما زاد عدد أنواع الملينات المستخدمة، زادت مخاطر الإصابة بالخرف، بحسب ما أوردت وكالة "يو بي آي".
وتوصلت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون نوعًا واحدًا من الملينات لديهم مخاطر متزايدة بنسبة 28 في المائة، وأولئك الذين تناولوا نوعين أو أكثر من الملينات زادت لديهم مخاطر الإصابة بالخرف بنسبة 90 في المائة. ولم يكن لدى الباحثين معلومات عن جرعات الملينات.
ومن بين الأشخاص الذين يستخدمون نوعًا واحدًا فقط من الملينات، تم ربط الملينات التناضحية (التي تعمل على تليين البراز عن طريق زيادة كمية الماء الذي تفرزها الأمعاء، وبالتالي يكون مرورها أسهل) فقط بخطر الإصابة بالخرف.
وقال مؤلف الدراسة: "الاستخدام المنتظم للملينات، حتى بدون أحداث سلبية شديدة على المدى القصير قد يكون له خطر محتمل طويل الأمد للإصابة بالخرف، خاصة عندما يتعلق الأمر بالملينات التناضحية، والاستخدام المشترك لنوعين أو أكثر من الملينات".
وأضاف شا أنه لا ينصح بالاستخدام المنتظم للملينات. وأشار إلى أن "الإمساك يمكن تخفيفه في أغلب الأحيان من خلال تغيير نمط الحياة، مثل زيادة تناول السوائل والألياف الغذائية ومستويات النشاط، مما قد يفيد أيضًا صحة الدماغ".
وللمضي قدمًا، يأمل الباحثون في إلقاء نظرة فاحصة على كل نوع من أنواع الملينات.
وتابع شا: "سنحاول أيضًا تحديد العوامل المساهمة المحتملة أو الآليات المحددة التي قد تكون مسؤولة عن الارتباطات المرصودة في دراستنا".
ويبحث فريق الدراسة أيضًا في كيفية تأثير استخدام الملينات على الأمراض المزمنة الأخرى، مثل السكتة الدماغية والاكتئاب ومرض باركنسون.
