الأربعاء، 22 شوال 1445 ، 01 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حدث في مثل هذا اليوم .. 27 شعبان

849b450cc21d7050574822bd4d770770
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – فريق التحرير:

يصادف اليوم 27 شعبان، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث

اضافة اعلان

616هـ

سقوط دمياط ونجاح المسلمين في تحريرها

 

في مثل هذا اليوم من سنة 616هـ الموافق 14 نوفمبر 1219م، سقطت مدينة دمياط في يد الصليبين بقيادة «حنا دي برين» بعد مقاومة باسلة أثناء الحملة الصليبية الخامسة على مصر، واستطاع المسلمون بعد فترة وجيزة، بقيادة السلطان الكامل محمد بن العادل في تحريرها.

طلائع الصليبين تصل إلى دمياط

وصلت طلائع الحملة الصليبية الثانية بقيادة جان دي برين أمام دمياط واستطاعت الحملة الاستيلاء عليها ونجحوا لمدة 16 شهر، وبعد أن تم الاستيلاء عليها، وحصنوها، وتقدموا لمنازلة جيش الملك الكامل الذي تجمع أمام المنصورة، وفصل فرع دمياط وبحر أشمون بين الجيشين، وقطع الملك الكامل الطريق بين الفرنجة ودمياط. وشيد تحصينات قوية عليا لنيل جنوب دمياط، وطلب الفرنجة الصلح على أن يخرجوا من دمياط والبلاد كلها، ورحل الفرنجة إلى بلادهم ودخل الملك الكامل دمياط وأرسلت البشائر بتحرير دمياط إلى جميع الدول الإسلامية.

  بابا الفاتيكان يؤجج مشاعر الحقد

حاول البابا "أنوسنت الثالث" التحضير لحملةٍ جديدةٍ على بلاد الإسلام، اشرك فيها من لم تتلطخ يداه في الحملة السابقة، فتداعى "ليوبولد" ملك النمسا، و"أندريه الثاني "ملك المجر، و"بهمايو" ملك قبرص وغيرهم، وتقرَّر تغيير خطِّ سير الحملات المعتاد؛ فكانت مصر هي الهدف.

وهلك البابا "أنوسنت الثالث" قبل أن تنطلق الحملة الصليبية الخامسة، وخلفه البابا "هونوريوس الثالث" الذي حاول أن تأكيد على نفوذ وسيادة الكنيسة الكاثوليكية على الحملة، فوضع الكاردنيال البرتغالي "بلاجيوس" قائدًا عامًا للحملة؛ رغم عدم خبرته وكفاءته الحربية.

نزول الحملة إلى الشام

كانت مصر وبلاد الشام تحت حكم الأسرة الأيوبية، يتزعمهم الملك العادل أبي بكر الأيوبي، وهو أخو الناصر صلاح الدين ورفيق كفاحه وشريك جهاده ضدَّ الصليبيين.

صلت أخبار الحملة الصليبية الخامسة للملك العادل وكان وقتها بالشام، فأسرع وعسكر بجنوده عند مدينة "بيسان" بالأردن؛ لأنَّ الحملة الصليبيَّة قد نزلت بميناء "عكا"، وكان ما يزال وقتها تحت السيطرة الصليبية، وانفصل ملك المجر "أندريه الثاني" ومعه عددٌ كبيرٌ من الصليبيين عن الحملة وعاد إلى بلاده، فضعفت الحملة وانتظرت قليلًا حتى يأتيها الإمدادات من غرب أوروبا.

اغارت على قرى ومدن الشام لجمع المؤن والأموال، والملك العادل الأيوبي لا يقوى على ردِّهم لضخامة جيوشهم، وعاث الصليبيون في الشام فسادًا، في حين اجتهد العادل في حفظ أهم مدن الشام من عدوان الصليبيين.

  سقوط برج السلسلة

اتجهت الحملة الصليبية بكامل قوَّتها إلى ميناء دمياط، ونزلوا على الميناء في موقعٍ اسمه "جيزة دمياط"، وخرج الأمير محمد بالجيش المصري للدفاع عن دمياط، وكان مفتاح دمياط برجًا منيعًا في غاية القوَّة والصلابة، فيه سلاسل من حديد ضخمة تمتد بطول النيل لتمنع أي مراكب تريد الإغارة على البلاد من هذا الطريق.

وطيلة أربعة أشهر، حاول الصليبيون اقتحام برج السلسلة، وجيش المسلمين يُدافع عن دمياط بكل قوة حتى استطاع الصليبيون الاستيلاء على البرج بعد معركة طاحنة مع المدافعين عنه، ولمَّا وصلت أنباء سقوط البرج للسلطان العادل الأيوبي حزن ومات في 7 جمادى الآخرة سنة 615هـ.

 

حاول الأمير الكامل حاكم مصر بعد سقوط برج السلسلة إعاقة تقدم الصليبيين، فصنع جسرًا عظيمًا أنفق عليه سبعين ألف دينار، وقاتل الصليبيون عليه قتالًا عنيفًا حتى قطعوه، فأمر الكامل بتفريق عدد من المراكب في النيل ليسد مجرى السفن، فعدل الصليبيون إلى خليج الأزرق، وكان النيل يجري فيه قديمًا، فحفروه حفرًا وأجروا المياه فيه إلى البحر المتوسط.

 

ظلت المقاومة الإسلامية للصليبيين على أشدها باسلة رائعة، حتى تآمر أحد الأمراء المماليك واسمه "عماد الدين ابن المشطوب" على السلطان الكامل من أجل عزله وتولية أخيه الأمير "الفائز" مكانه، فترك السلطان الكامل معسكر الجيش في دمياط، وعاد إلى القاهرة لتدارك الفتنة، وعندما علم الجنود ذهاب قائدهم تركوا جميعًا المعسكر، وأصبحت المدينة مفتوحة أمام الصليبيين.

 

واصل الصليبيون قتالهم حتى اقتحموا المدينة في 27 شعبان 616هـ، وارتكبوا واحدةً من مذابحهم المروعة الشهيرة، قتلوا خلالها جميع أهل دمياط وطمسوا معالم الإسلام فيها، وحوَّلوها إلى مدينة صليبيَّة خالصة.

 

ونشب الخلاف بين الصليبين، وانتهى الخلاف بأن خرج القائد العسكري "حنا برين" من دمياط عائدًا إلى بلاده مغاضبًا، وأصبح الأحمق "بلاجيوس" القائد الوحيد للحملة.

خلال هذه الفترة استقرت الأمور للسلطان الكامل، وعسكر عند مدينة المنصورة في مكانٍ حصينٍ شيَّده في فترة الهدوء الصليبي، ودعا الناس للتطوُّع لصدِّ الصليبيِّين، وشن المسلمون هجمات متتالية على المعسكر الصليبي، وأسروا سبع سفنٍ صليبيَّةٍ كبيرة، والكثير من الجنود.

و وصلت قوَّات صليبية جديدة من ألمانيا مما شجَّع الكاردنيال "بلاجيوس" على التفكير في تنفيذ خطَّته للزحف نحو القاهرة، ولكن فيضان نهر النيل، قد أغرق أكثر الأرض التي هم عليها الصليبيون، ووجدوا أنفسهم محاصرين بالجيش المصري جنوبًا والجيش الشامي من ناحية الشمال، وقد تركوا معسكرهم الحصين بدمياط عندما خرجوا للقاهرة، واضطر "بلاجيوس" إلى طلب الصلح والهدنة، على أن يخرجوا من دمياط بغير عوض.

ووافق الكامل، على العرض، وفي يوم الأربعاء 19 رجب 618هـ، دخل المسلمون المدينة، وهكذا انتهت الحملة الصليبية الخامسة بفشلٍ ذريعٍ، وخسارةٍ ضخمةٍ.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook