تواصل – سامي الثبيتي:
رحلة طويلة مع القرآن بدأت منذ الطفولة، ووصلت اليوم إلى إمامته للمصلين في مسجد التقوى بجدة، فكيف بدأت رحلة الشيخ نبيل الرفاعي، وما أبرز مواقف رحلته مع كتاب الله؟
تواصل التقت الشيخ، وأجرت معه هذا الحوار:
- بداية بماذا تقدم نفسك للقراء؟
أخوكم نبيل بن عبدالرحيم الرفاعي إمام وخطيب مسجد التقوى بجدة.
- أين ستؤم المصلين رمضان هذا العام؟
في مسجد التقوى بجدة بمشيئة الله.
- حدثنا عن رحلتكم مع القرآن وحفظه؟
الحقيقة هي رحلة طويلة بدأت منذ أن كنت في الصف الثالث الابتدائي، واستراحت عند إتمام حفظ القرآن في الصف الثالث الثانوي، لكنها لم تنتهِ بعد.
- هل تتذكر أول مرة تقوم بالإمامة.. وهل تتذكر تفاصيلها؟
نعم بالتأكيد، فهذا موقف لا ينسى. فقد كان ذلك في عام ١٤١٥هـ في صلاة المغرب في مسجد رمضان بحي البغدادية بجدة، وقد كنت حينها في السنة الجامعية الأولى.
- من هم مشايخك الذين تعلمت على أيديهم القرآن الكريم؟
في الحقيقة هم كثر ولله الحمد؛ لكن أذكر منهم: الشيخ إبراهيم شلبي، والشيخ جمال، والشيخ عبدالعزيز رمضان، والشيخ محمد بادغيش، وختامها كان مسكاً بإمام المسجد الحرام الشيخ علي جابر رحمه الله.
- من هو القارئ الذي تأثرتم به بشكل كبير.. والذي ترك فيكم أثراً بالغاً في موضوع التلاوة؟
تأثرت كثيراً بالقارئ الشيخ عبدالوهاب حضيري، حفظه الله، والشيخ زكي داغستاني، والشيخ محمد أيوب رحمهما الله.
- كيف حفظت القرآن وأين.. ومن حفزك على الحفظ؟
حفظته ولله الحمد في حلقات جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد بمحافظة جدة. وكان المحفز الأول لي والدتي، حفظها الله وعافاها.
- ما الطريق الذي يجب أن يسلكه قارئ القرآن في حياته؟
التأدب بأدب القرآن الكريم.
- هل ترى أن حافظ القرآن ذا الصوت الحسن لا بد أن يكون له إصدار قرآني؟
أرى ذلك أمراً محموداً، وباباً من أبواب الخير، ونشراً لكتاب الله تعالى.
- نصيحة توجهها لحفظة القرآن الكريم وأئمة المساجد والجوامع؟
أن يتوجهوا لله بالحمد والشكر ليلهم ونهارهم على هذه النعمة العظيمة والمنة الكبرى التي فضلهم بها الله تعالى.
- ما أبرز موقف تعرضت له أثناء صلاة التراويح؟
كان ذلك العام الماضي في ليلة ختم القرآن الكريم، حينما وصلت إلى آخر ركعة في التراويح؛ وبدأت بقراءة سورة الإخلاص، فإذا بالتيار الكهربائي ينقطع، ويتعطل مكبر الصوت. عندها أحسست بحالة من الضيق والحزن، واختلطت لدي الأفكار ولم أدرِ حينها كيف أتصرف، لكن الله هداني فبدأت أدعو الله في سري أن يفرج هذا الهم، وأن يكشف هذه الكربة، وما إن بدأت في دعاء ختم القرآن، وبدأت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدأ مكبر الصوت يعمل عن طريق مولد الطاقة الاحتياطي، وأكملنا ليلتنا ولله الحمد.
- كيف تستفيد من التقنية الحديثة.. وهل لديك موقع أو صفحات اجتماعية؟
أحاول قدر المستطاع أن أستفيد من كل جديد في عالم التقنية، وأسخره لخدمة كتاب الله. نعم لدي موقع إلكتروني وصفحات اجتماعية أقوم من خلالها بالتواصل مع إخواني وأحبتي.
- ما هو الوقت المناسب لحفظ ومراجعة القرآن؟
الصباح الباكر بعد صلاة الفجر.
- هل يمكن لأي شخص عادي أن يصبح قارئاً مجوداً وينال الشهرة؟
هذا الأمر يعتمد أولاً وأخيراً على توفيق الله للعبد؛ ويحتاج إلى إخلاص النية، وبذل الجهد في التعلم والممارسة.
- هل ترى أن الجوامع مقصرة لأن الكثير منها لا يختم القرآن طوال شهر كامل؟
هذا أمر مباح من شاء فعله، ومن شاء تركه.
- كثير من الأئمة يجهش بالبكاء بشكل كبير وقد يتوقف عن القراءة لمدة دقائق.. ما رأيكم؟
إذا كان ذلك نابعاً من القلب وليس فيه تصنع أو تكلف فهذا أدعى لخشوع المصلين، واستحضارهم لجلال الله، والتدبر في آياته. ومع ذلك، فينبغي للإمام أيضاً أن لا يبالغ في البكاء، وأن يتماسك قدر المستطاع.
- علم القراءات يتخصص فيه المشايخ الآن.. ويضاف إليه أيضاً بعض العلوم القرآنية الأخرى.. فهل لكم أي قراءات أخرى غير رواية حفص عن عاصم؟
لا ليس لي أي قراءة أخرى.
- البعض يلجأ إلى استخدام المقامات في التلاوات.. ما رأيكم؟
لا مانع من ذلك في حدود الخشوع والتدبر، والمحافظة على إحكام التجويد والقراءة.
- بعض المقرئين يتلقون عروضاً من مساجد، أو من دول مجاورة.. ما رأيكم في ذلك؟
لا بأس من إجابة بعض الدعوات، والمشاركة في بعض الفعاليات المباركة عبر القنوات الرسمية.
20 - هل لك أمنية أو خاطرة تود إطلاع القراء عليها؟
نعم لي أمنية، وأرجو من الله أن يعينني على تحقيقها، أتمنى إنشاء مركز متخصص لتعليم الأطفال القيم الإسلامية الأصيلة مثل: التعاون، والأمانة، واحترام الآخر، والتفاؤل، وغيرها، فهذه أمور إن لم تغرس منذ الصغر فمن الصعوبة تبنيها بعد الكبر.
