الأحد، 26 شوال 1445 ، 05 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الطائف.. مسجد الموقف يتحول إلى مزار لـ«طقوس بدعية» كل جمعة (صور)

7cba6029-ad33-4f10-a005-546d5a90928d
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - سامي الثبيتي:

خلافٌ دائرٌ وجدلٌ ما زال مستمراً حول بعض الآثار التاريخية، أو المساجد الّتي مر بها النبي محمد ﷺ أو خطا إليها، أو أقام فيها، أحد تلك المساجد مسجد "الموقف"، أو "الكوع" الّذي يُعتقد أن النبي ﷺ مر به عند قدومه إلى الطائف، أو اتكأ عنده، ما زال حتى اليوم محل اختلاف واسع.

اضافة اعلان

يقع المسجد على الطريق المؤدي لوادي وج بمحافظة الطائف، وتبلغ مساحته إجمالاً 30 متراً مربعاً، أغلقته هيئة السياحة والآثار من قبل وأعادت فتحه، كان وما زال مزاراً بدعياً لبعض الوافدين من الجنسية الآسيوية يمارسون فيه بعض الطقوس والبدعيات كل يوم جمعة.

من الموقع تحدث بعض الزائرين الآسيويين في مجمل إفادة أكثر من شخص منهم: أن سبب زيارتهم إلى الموقع أنه يُسمى مسجد النبي محمد ﷺ، واعتقادهم أنه من السنة زيارته ويتباركون برؤية أثره الكريم والدعاء فيه.

وقال الأستاذ المشارك بكلية الشريعة بجامعة الطائف الدكتور جميل اللويحق لـ"تواصل"؛ معلقاً على تلك المشاهد: "المواقع الّتي يتحدث الناس أن النبي عليه الصلاة والسلام مر بها، أو صلى بها، أو أقام فيها على نوعين: إما أن تكون أماكن لم يمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو أمر يتناقله الناس وليس فيه شيء ثابت، والثاني مواقع ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه مر بها، أو صلى فيها، والموقف الشرعي من هذه الأماكن بين فيما لم يثبت مرور النبي صلى الله عليه وسلم عليه فليس له ميزة عن غيره، وكذلك ما ثبت أنه صلى فيه، أو مر به فإنه لا يترتب على ذلك مزيد فضيلة لهذا المكان عن غيره إلا ما ثبت بالدليل الشرعي الصحيح كما في صلاة المسجد الحرام، أو في المسجد النبوي، أو في المسجد الأقصى؛ لما ذكر النبي عليه السلام في ذلك من فضل، ومثله ما ذكر النبي الصلاة فيه فضيلة خاصة كمسجد قباء في المدينة، أما ما عدا ذلك مما مر به النبي وصلى فيه فهو لا يختص بفضيلة خاصة بمعنى أنه ليس من السنة القيام بزيارته قصداً، والصلاة فيه قصداً لهذا المعنى".

وأضاف اللويحق: "لا أعلم دليلاً شرعياً يدل على المعنى؛ وبهذا يكون ما ذكر عن هذا المسجد - وأنا أشك في صحته - لا يدل على أنه يُزار أو يقصد لصلاة أو دعاء أو نحوه، أما المرور على المواقع التاريخية للنظر والاعتبار التاريخي فلا بأس به، ولكن إن ظهر أن هذا المرور سيكون من بعض الجهال، أو من بعض البيئات الّتي لديها مثل هذه الممارسات البدعية، فالمفترض أن يُنبهوا أو يُذكروا أو يُمنع المرور منعاً لوقوع الناس في هذه البدع".

وتابع: "المفترض من هيئة السياحة والآثار أن تراعي هذه الجوانب، وتأخذ بالرأي الشرعي لكبار العلماء في بعض الممارسات الّتي تحدث، والأصل في الإسلام هو حفظه من هذه الأعمال، خاصة أن بعض هذه المواقع أصلاً لم يثبت فيها أي شيء، ولم يثبت فيها دليل صحيح، فضلاً عن أنه حتى مع ثبوت الدليل هذا لا يسوغ هذه الممارسات، ومنعها وسد الباب المؤدي لهذه الأعمال هو الموقف الصحيح شرعاً".

7cba6029-ad33-4f10-a005-546d5a90928d 72dc070b-f28a-4d26-bd1d-148569bccf21 93211eb4-8df7-4829-ad30-1a0f9a803ba5

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook