تواصل - فريق التحرير:
تعد منطقة الجوف واحدة من أقدم الأماكن المأهولة بالسكان في شبه الجزيرة العربية، وتضم تراثًا ثقافيًا، وتحكي تاريخًا عريقًا.
وفي شمال المملكة على الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية، كانت الجوف ذات يوم نقطة استراتيجية على طريق البخور الشهير.
تزخر الجوف بالكنوز الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري، مثل مدينة دومة الجندل التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي، وقلعة مارد، وهي قلعة عسكرية بنيت في القرن الأول الميلادي.
أكبر مزرعة زيتون حديثة
67% من إنتاج زيت الزيتون
تشتهر المنطقة الآن بزراعة شجرة الزيتون وأصبحت تنتج 67% من زيت الزيتون في المملكة، وقد بدأت زراعة أشجار الزيتون في سنة 1392 للهجرة وأصبحت تزرع بكثافة ابتداء من سنة 1408 للهجرة. وتقول الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، إنه في سنة 1437 للهجرة (2016 للميلاد) بلغ عدد أشجار الزيتون 18 مليون شجرة تنتج ما بين 30 و40 ألف طن من زيتون المائدة و10 آلاف طن من زيت الزيتون، وبلغ عدد معاصر الزيتون 23 معصرة.
اقرأ أيضًا:
شاهد : سيول جارية تشق الأودية في هروب بجازان
بالفيديو.. هل رأيت كيف يتم حصاد البطاطس في الجوف؟
أعمدة الرجاجيل
هي عبارة عن تشكيلة تفوق الـ50 مجموعة من الأحجار المتراصة المنحوتة من حجر المغرة الرملي. كان يُعتقد في الأصل أن الأحجار القديمة لها وظائف فلكية، ولكن من المعروف حاليًا أنها مواقع دفن.
وكشفت الحفريات عن مجمع جنائزي ضخم إلى جانب أدوات ومواد تشير إلى أن تاريخ الموقع يعود إلى الألفية الخامسة أو السادسة قبل الميلاد.
دومة الجندل
ظهرت مدينة دومة الجندل، في العهد الآشوري كما أن هناك نصوصًا مكتوبة تتحدث عنها تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، كما تشير المصادر الأشورية إلى دومة الجندل بـ"أدوماتو"، وكذلك وقوعها ضمن ممتلكات قبيلة قيدار العربية.
ولقد عاصرت مدينة دومة الجندل التاريخ منذ أقدم أزمانه، وبالتحديد منذ أيام الآشوريين، وورد ذكرها في كثير من الكتب التاريخية، وفي أشعار بعض كبار الشعراء مما يدل على المكانة التي كانت تحتلها كإحدى بوابات شبه الجزيرة العربية، وعقدة مواصلات ما بين سوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية.
ووقعت في دومة الجندل الغزوة الشهيرة "غزوة دومة الجندل" في شهر ربيع الأول في سنة خمس للهجرة، وقد خرج النبي ﷺ لغزوة دومة الجندل، لأنّه وصله أنّ بها جمع يريدون الاقتراب من المدينة، وقد كان بينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة.
وخرج النبي ﷺ في ألف من أصحابه متوجها إلى دومة الجندل، ليستبق الهجوم، وسار حتى دنا من القوم، عندئذ تفرقوا، ولم يلق منهم أحدًا، فقد ولَّوا مدبرين، وتركوا أنعامهم وماشيتهم غنيمة للمسلمين.
وأسر المسلمون رجلاً منهم، وأحضروه إلى رسول الله ، فسأله عنهم، فقال: "هربوا لما سمعوا بأنك أخذت نعمهم". فعرض عليه النبي ﷺ الإسلام، فأسلم وأقام بساحتهم أيامًا، وبعث البعوث، وبث السرايا، وفرّق الجيوش، فلم يصب منهم أحدٌ، وعاد المسلمون إلى المدينة.
وتدل الآثار الكثيرة الموجودة في مدينة دومة الجندل، والتي عنيت إدارة الآثار بدراستها وتسجيلها واستقرائها، على الدول والأقوام الذين تعاقبوا على الجوف كالآشوريين والأنباط.
