تواصل – واس:
يأتي رمضان وتأتي معه ذكريات أيام خوالي، عاشتها الأحياء والأهالي والمنازل والطرق والدور نهارًا تحت ضوء الشمس أو ليلًا تحت نور القمر.
سكان الرياض يروون حكايات الماضي الجميل
يذهب رمضان ويأتي آخر ويظل الحنين ديدن كل جيل؛ سيما كبار السن وهم يروون حكايات الماضي الجميل بكل شغف.
وفي عدد من سكان أحياء الرياض القديمة عادت الذاكرة إلى سنين خلت؛ مستذكرين رمضان وطقوسه، التي لم تصمد أمام المتغيرات الحديثة.
سكان أحياء الديرة دخنة وحي الشميسى
وتذكر سكان أحياء الديرة دخنة وحي الشميسى أيام خلت قبل أكثر من نصف قرن خلال ملتقاهم " ثلوثية المصمك " التي تعقد مساء الثلاثاء من كل أسبوع أمام باحة قصر المصمك في وسط العاصمة، للحديث عن ذكريات رمضان.
ويصف أحد سكان حي الديرة القدامى كيف كانوا يتلقفون أخبار دخول شهر رمضان من إذاعة طامي.
ذكريات شهر رمضان في فصل الشتاء
وتذكر أول صيام له حينها كان شهر رمضان في فصل الشتاء وكيف كان لا يشعر بالظمأ على الرغم من عدم وجود المكيفات آنذاك.
أما الإفطار فيكون بعد سماع دوي المدفع إيذاناً بغروب الشمس، وكانت المائدة متواضعة جداً مقارنة بما نشاهده اليوم.
وأهم ما فيها الفول الذي يجلبونه من دكان بالحلة، أما بقية الليل فيقضونه في دكانٍ لخياطة الملابس قبيل السحر.
أذان ابن ماجد الذي يصدح في جميع أحياء الرياض
ويضيف أحد مؤسسي ثلوثية المصمك، أنهم كانوا يفطرون بعد سماع المدفع، وأحياناً يسمعزن صوت أذان ابن ماجد الذي يصدح في جميع أحياء الرياض من جامع الإمام تركي بن عبدالله.
وبعد الإفطار تجتمع الأسرة للاستماع للمسلسلة اليومية "أم حديجان" من إذاعة الرياض، فكان ما يقدمه من شخصيات متعددة الفنان عبدالعزيز الهزاع، وكان آنذاك منتهى الدرامي والكوميدي.
مباريات كرة القدم في حواري أحياء الرياض
وعن الأنشطة الشبابية في ذلك الوقت، روى نهم كانوا يشتركون في مباريات لكرة القدم تقام في الحواري، بعد صلاة الفجر، وأحياناً بعد العصر.
وكان النشاط الرياضي في أحياء الرياض آنذاك في أشد أوجّه، ثم انتشرت بعد ذلك المقاهي أو الكازينوهات، فكان الشباب يأمونها من أجل لعب كرة الطاولة والشطرنج وغيرها.
ويحكي أحد سكان حي دخنة، أنه ووالده وإخوانه كانوا يعتنون بإفطار الصائمين في المسجد القريب من منزلهم.
عادات التهادي وتبادل الأكلات
وأضاف أنه كان من العادات التهادي وتبادل الأكلات فمن أولم أو طهى طعاماً أهدى لجيرانه منه، وللأسف فقد توارت اليوم هذه العادة رغم أبعادها الإنسانية وما تشيعه من محبة.
التسوق وشراء البليلة والآيسكريم
وتذكر كيف كانوا يخرجون في مساءات رمضان لبعض شوارع الرياض المتطورة بمقياس ذلك الزمان مثل شارع الشميسي وشارع الثميري، من أجل التسوق وشراء الأطعمة التي كانت ظاهرة جديدة على المطبخ المحلي مثل البليلة والآيسكريم.
عادة تبادل أطباق الطعام بين الجيران في رمضان
فيما روى سكان حي الشميسي القدامى، ذكرياتهم مع عادة تبادل أطباق الطعام بين الجيران في رمضان قديماً، وأن الأطفال هم حلقة الوصل بين بيوت الحارة.
وبعد أداء صلاة التراويح كان الرجال يجتمعون في مكان في الحي يسمونه "البرحة "، لتبادل أحاديث السمر وسرد القصص.
وكانت الأسر تتفقد بعضها وتتواصى فيما بينها على التعاون والمحبة والإخاء، في أجمل أيام عاشوها، بالخير والبركة والتكافل والرضا.
ثلوثية المصمك أقيمت بجهود فردية
يذكر أن ثلوثية المصمك أقيمت بجهود فردية، ويشرف عليها مؤرخ أحياء الرياض القديمة محمد بن عبدالله الحوطي ومعه مجموعة من المهتمين بتاريخ الرياض القديم.
