تواصل – فريق التحرير:

قال الداعية المعروف والمصاب بالشلل الكلي عبد الله بانعمة: إن من ضاقت عليه الدنيا ويأس من الحياة، عليه أن يعلم أن الله تعالى رحيم.

وأوضح في أحد البرامج خلال رده على سؤال: "من ضافت عليه الدنيا ويأس من الحياة ماذا يفعل؟، فرد قائلا: إن من ضاقت عليه الدنيا وأصابه اليأس عليه أن ينظر إلى من هو دونه، بمعنى من أصابه شلل نصفي ينظر إلى حال من أصابه شلل رباعي وهكذا، ليعلم أن الله تعالى رحيم، وعليه أن يرضى بما كتب الله ليكن أسعد الناس.

وأضاف أنه رغم مرضه وإصابته بالشلل الرباعي، إلا أن الله أكرمه وهو به رحيم، وأحيانا يضيق عليه الحال بسبب وسوسة الشيطان، والنفس، والهوى، ولكنه يذهب لزيارة مريض آخر أشد حالا منه فيرجع وكأنه سليمًا معافى.

وحكى أنه في يوم من الأيام زاره رجل كبير في السن، وعمره فوق الثمانين ولا يستطيع أن يصعد درج السلم، فقال له لماذا يا عم تتعب نفسك وتأتي لزيارتي والله لو علمت لجئت أنا إليك، فقال: يا بني أنا أتيت لأتعالج عندك، فسأله كيف، فرد عليه: يا ولدي أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من زار أخًا له في الله أو مريضًا، ناداه مناد من السماء، أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلًا"، فالله تعالى عندما يقول لعبده طبت، يعني طبت في صحتك ومالك وأهلك ونفسك، فهذا هو العلاج الرباني الذي نغفل عنه.

وروى أنه ذات مرة كنت أظن أنه لا يوجد أحد أسوأ من حاله، لأنه مشلول لا يتحرك إلا من رأسه، فذهب مع أحد أصدقائه ليرى رجلا مثل حاله مشلول، لكنه زيادة على ذلك لا يسمع ولا يتكلم، وهذا الشخص المشلول حدث له موقف مبكي: كانوا يطعمونه ثلاث وجبات يوميًا عبارة عن سائل عن طريق أنفه، ودخلوا عليه أهله يومًا، وجدوا الدم يملأ الفراش وهو يبكي، عندما تبعوا أثر الدم اكتشفوا أن اثنين من أصابعه مقطوعة.

ماذا حدث، وكيف انقطعت أصابعه ..؟؟

دخل عليه فأر وجلَس يأكل في أصابعه، وهو في مكانه لا يستطيع الحراك ولا النجدة، ولا فعل شيء، فقط ينظر إلى أصابعه ويتألم، كالجثة لا يتحرك.

موجهًا حديثه للشباب والمعافين:

ماذا فعلت بأصابعك .. ؟؟

ماذا فعلت برجلِيك .. ؟؟

ماذا فعلت بصوتك .. ؟؟

ماذا فعلت بسمعك .. ؟؟

مختتمًا حديثه بأن الله تعالى رحيم بعباده، وله الحمد في كل الأحوال كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه.