حذر كبار جراحي العيون من أن أعدادًا متزايدة من الأطفال معرضون لخطر الإصابة بالعمى، بسبب الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة وقلة قضاء الوقت في الخارج مما يحرمهم من الضوء الطبيعي.اضافة اعلان

تزايد مشكلة قصر النظر بسبب الهواتف 

ويحذر الأطباء من تزايد مشكلة قصر النظر بين المراهقين، ويعتقدون أن ذلك نتيجة لإجهاد الأطفال للنظر إلى الهواتف المحمولة عن قرب، وعدم قضاء وقت كافٍ في التركيز على مسافات أبعد بالخارج في وضح النهار.
وقال الدكتور جون بولجر، استشاري طب العيون ومدير عيادة عيون خاصة في شمال لندن، إنه يشعر بقلق بالغ إزاء ارتفاع عدد الأطفال الذين يصابون بقصر النظر، واصفًا إياه بأنه "جائحة".
وأضاف لصحيفة "ميل أون صنداي": "هناك المزيد والمزيد من الأطفال الذين يعانون من قصر النظر يأتون إلى العيادة. إنها ترتفع وترتفع. ليس هناك تباطؤ مما أستطيع رؤيته".
وحذر من أن "قصر النظر لا يقتصر على مجرد ارتداء النظارات، بل يمكن أن يصاب الناس بالعمى بسبب قصر النظر. هذا ليس حدثًا تافهًا، إنه تهديد خطير".

عدم قضاء وقت كافٍ في الخارج

وأوضح أن قضاء أن فترات طويلة في النظر إلى الشاشات يمكن أن يؤدي إلى استطالة مقلة العين، مشيرًا إلى أن آثار جائحة كوفيد أدت إلى تفاقم "جائحة قصر النظر".
كما أن عدم قضاء وقت كافٍ في الخارج يعيق تعرض الطفل للضوء الطبيعي، وهو أمر ضروري لتنظيم نمو مقلة العين وتقليل خطر قصر النظر.
وقال: "كان لدينا أطفال قالوا إن أربعة أو خمسة أيام مرت أثناء الإغلاق ولم يخرجوا من الباب الأمامي، وأنا مقتنع تمامًا أن هناك الكثير منهم لن يصابوا بقصر النظر لو لم يكن حدث ذلك بسبب الإغلاق".
وأضاف طبيب العيون: "لدينا أطفال لا تتجاوز أعمارهم أربع أو خمس سنوات يرتدون عدسات لاصقة، وأطفال لديهم ما يصل إلى -20 وصفة طبية، وهذا يسبب تحديات كبيرة جدًا لكيفية عيشهم لحياتهم. إنها ليست سهلة. إنها إعاقة، وليس هناك طريقة أخرى لقول ذلك".
وقال الدكتور بولجر إن بعض مرضاه الصغار ينامون وهم يرتدون عدسات لاصقة خاصة تغير شكل القرنية، مما يبطئ تطور قصر النظر ويسمح لهم بالرؤية بشكل طبيعي عند الاستيقاظ.

نظارات تصحيح قصر النظر

وقال الدكتور عرفان جيفا، استشاري طب العيون في مستشفيات ميد يوركشاير التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، إنه شهد في السنوات الأخيرة عددًا متزايدًا من الأطفال الذين يحتاجون إلى نظارات لتصحيح رؤيتهم القصيرة النظر.
وأضاف: "من المؤكد أن هذا بسبب قضاء وقت طويل أمام الشاشات". يجهد الأطفال أعينهم للقراءة عن قرب ويقضون القليل من الوقت الآن في الخارج. لدي مرضى صغار يعانون من قصر النظر الشديد الذي يجعل حياتهم صعبة للغاية".
وأوضح أن "الأماكن الوحيدة في العالم التي لا يتزايد فيها قصر النظر هي تلك المجتمعات الزراعية حيث يقضي الأطفال طوال اليوم في الخارج، ويعدلون تركيزهم بعيدًا وقريبًا باستمرار".
ووفقًا له، "يحتاج الآباء إلى تحقيق التوازن الصحيح والتأكد من أن أطفالهم يستخدمون الشاشات للترفيه بأقل قدر ممكن، ويحصلون على أكبر قدر ممكن من ضوء النهار في الهواء الطلق قدر الإمكان".