تواصل - فريق التحرير:

بعد ما يقرب من 400 عام من البحث عنها في أعماق البحار، توصل العلماء أخيرًا إلى الجزء المفقود من قارة "زيلانديا"، المغمورة في المحيط الهادي.

ويقول العلماء إن القارة التي تبلغ مساحتها حوالي 4.9 مليون كيلومتر مربع، يقبع معظمها تحت سطح الماء، حيث كانت القارة الشاسعة أيضا جزءًا من شبه القارة القديمة “جوندوانا”، والتي شملت أيضا معظم غرب القطب الجنوبي وشرق أستراليا.

اقرأ أيضًا:

على المكشوف.. دولة أوروبية تغرق بلدان القارة العجوز وأستراليا بالكوكايين

غمرتها المياه منذ أكثر من 550 مليون سنة

لكن زيلانديا "انسحبت" منهما منذ أكثر من 550 مليون سنة، وغرقت تدريجيًا في المياه. فيما لا زال الجيولوجيون يحاولون معرفة سبب ذلك، بعد أن غمر 94 في المائة من مساحتها تحت الماء.

وسجل رجل الأعمال والبحار الهولندي أبيل تاسمان في البداية وجود زيلانديا في عام 1642، مشيدًا بها باعتبارها مساحة كبيرة من اليابسة عثر عليها عندما كان يبحث عن "القارة الجنوبية الكبرى".

لكنه وجد نفسه في مواجهة معادية من الماوري - السكان الأصليون لنيوزيلندا وجزر كوك – وذلك عندما ارتطم أحد قوارب الماوري بقارب صغير كان ينقل الرسائل بين السفينتين، وقتل أربعة أوروبيين، ثم أطلق الأوروبيون المدافع على قوارب الماوري.

وما لبث أن أنهى تاسمان مهمته دون أن تطأ قدمه أرض الجزيرة، التي أطلق عليها "خليج القتلة" وعاد أدراجه إلى هولندا بعد عدة أسابيع، وكان يظن أنه اكتشف القارة الجنوبية الكبرى، رغم أنها لم تكن المركز التجاري المثالي الذي كان يتصوره.

واستغرق الأمر نحو 400 عام حتى يتفق العلماء على المعلومات التي حصل عليها تاسمان حول كتلة كبيرة من الأرض إلى الشرق من الجزر الجنوبية لنيوزيلندا.

مكان القارة الجديدة 

لكن العمل الجاد الذي قام به علماء الجيولوجيا مكنهم من الوصول إلى وجود القارة "الجديدة" تحت الماء، والتي تقع على بعد أكثر من كيلومترين في عمق المحيط الهادي.

أوضح آندي تولوك، أحد علماء الجيولوجيا في معهد أبحاث تاج زيلاند الذي قام باكتشاف القارة عام 2017: "إنها عملية لم نفهمها تمامًا حتى الآن، حين انفصلت زيلانديا عن القارة الكبرى".

ومع مرور الأعوام، بدأت قارة زيلانديا بالغرق تحت الأمواج، ليبقى أكثر من 94 في المائة منها تحت الماء لآلاف السنين.

اقرأ أيضًا"

بالفيديو.. «مايكروسوفت» تلقي مركز بيانات ضخماً في قاع المحيط

القارة الثامنة في العالم

وأضاف عالم الجيولوجيا التابع في معهد بحاث التاج زيلاند، آندي تولوش، إن فهم كيفية انفصال اليابسة عن بقية القارة التي كانت مرتبطة بها هو الخطوة التالية لفهم القارة الثامنة في العالم.

وأوضح عضو الفريق الذي اكتشف قارة زيلانديا: "استغرق اكتشاف هذه القارة وقتًا طويلاً مع أنها كانت واضحة طوال الوقت".

لكن هذه القارة، لا تزال يكتنفها الغموض. فلا يعرف العلماء بعد كيف تشكلت هذه القارة ولا طبيعة الكائنات التي كانت تعيش على ظهرها، أو حتى منذ متى غرقت هذه القارة؟