تواصل – خاص - سامي الثبيتي:
سجّلت محافظة عفيف، ليلة أمس، أروعَ أمثلة الصفح الجميل، حيث عفا المواطن محمد بن دليم المرشدي، عن الشاب خالد بن فيصل العازمي قاتل ابنه، راجياً من الله سبحانه وتعالى الأجر والمثوبة، وثمّن شفاعة الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وعدد من مشايخ قبيلة عتيبة الذين حضروا لطلب الشفاعة من ولي الدم.
شفاعة الأمير تركي بن عبدالله، أمير منطقة الرياض السابق، ساهمت في عتق رقبة الشاب "العازمي"، حيث قال الأمير تركي لوالد القتيل عند طلب قبول شفاعته: "نعلم أن هذا الأمر غالٍ عليكم، ومقدرين هذا لكم، ولكن الأمور الكبيرة تصغر عند الرجال، ونحن طالبينك أن تسمح في هذه الرقبة".
وأردف حديثَ الأمير تركي حديثٌ آخر أدلى به الشيخ نايف بن عمر بن ربيعان، أكد فيه على كلام الأمير تركي، مضيفاً أن لرجال القبيلة حقاً على والد القتيل، واصفاً والد القتيل بأنه من رجال يحبون العفو ويسعون فيه، مذكراً إياه بقوله تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ).
بعد ذلك تحدث عددٌ من المشايخ الحضور، إلى والد المجني عليه ليقرر العفو، ثم رفع يديه بالدعاء ونطق بالعفو راجياً به وجه الله تعالى، فهلل الحضور وكبروا ولهجت ألسنتهم بالدعاء بأن يرحم الله نجله وأن يسكنه جنان خلده.
تفاصيل القضية تعود إلى ما قبل 3 سنوات، حيث أدى خلافٌ بين الجاني والمجني عليه إلى وقوع مشاجرة بينهما، بمحافظة عفيف، قُتِل على إثرها المجني عليه بعد طعنه بآلة حادة عدة طعنات.