الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

موظفون "بالهلال الأحمر" مصابون بالأمراض لعدم وجود "تأمين صحي"

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل – متابعات: على عكس المتوقع، فهم يعملون بالمجال الصحي ومع ذلك لا يستطيعون توفير تكلفة علاج انفسهم. فبالرغم من ما يتكبده المسعفون في الهلال الأحمر من آلام، وأمراض نفسية، نتيجة طبيعة عملهم الشاق، إلا أنهم يفتقدون إلى التأمين الصحي، على العكس تماماً من واجبهم، الذي يفرض عليهم إسعاف المصابين في الحوادث. فالطبيعة الخاصة التي يعمل بها هؤلاء حيث هناك صدمات نفسية وانهيارات عصبية وحالات اكتئاب يومية فرضت أعراضها المعنوية على عاملين في مراكز الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، كونهم يقفون على مناظر مؤلمة تتمثل في وجود ضحايا على الطرقات، ومصابون يتألمون ينتظرون المساعدة ونقلهم إلى المستشفى. ويطالب عدد كبير من المسعفين وسائقي سيارات الإسعاف هيئة الهلال الأحمر بتكثيف نسبة الكادر الإسعافي، ومضاعفة عدد مراكز الإسعاف بين مواقع الطرق فضلاً عن الاكتفاء بالطرق ذاتها، وتوفير سيارات إسعاف جديدة، ومنحهم بدل «نائي»، وسكن في المناطق النائية، بحسب صحيفة "الحياة". وقال أحد المسعفين في أحد مراكز الإسعاف على الطرق السريعة (فضل عدم ذكر اسمه): «حال خوف وقلق ينتابنا يومياً نظير إصابة أحد زملائي خلال أعوام الخدمة بالتهاب الكبد الوبائي المعدي، اثر حمله لأحد المرضى المصاب مسبقاً بالمرض ذاته والذي انتقل له عن طريق احتكاكه المباشر به لحظة إسعافه، مشيراً إلى أن إدارة الهلال الأحمر تفرض على المتقدم للعمل لديها إجراء عدد من التحاليل والفحوصات والتأكد من خلوه من الأمراض قبل إلحاقه بالعمل لديها، إلا أنها لا تتكفل بإخضاعهم لفحوصات دورية خلال أعوام خدمتهم، وتقتصر على إخضاع الأجانب منهم فقط، على حد قوله. وأضاف: «يضطر عدد من العاملين في الهلال الأحمر إلى إخفاء طبيعة مرضه على جهة عمله خوفاً من إحالته إلى عمل إداري يفقد من خلاله نسبة من البدلات، التي كان يتمتع بها حينما كان مسعفاً ما يسهم في انتشار المرض على الباقين، في حين لا يتأخر البعض الآخر منهم في الإفصاح عن مرضه حتى يستريح من أعباء العمل الميداني، ويحال وفقاً للأنظمة واللوائح إلى عمل إداري مكتبي من دون اكتراثه إسقاط بدل (قيادة سيارة الإسعاف) من ضمن راتبه والبالغ قيمتها 500 ريال. وذكر سائق سيارة إسعاف ، التي أثبتت التحاليل والفحوصات معاناته من انزلاق غضروفي والتهاب كبد وبائي في مقابل معاونته للمسعف في حمل المريض مصاب بالتهاب كبد وبائي، وتركيب الجبائر له ومناولته الأدوات الإسعافية، أن مشكلاته لم تتوقف على الآلام العضوية فقط بل شملت المادية التي لا يزال يعاني منها. وقال: «أسعى إلى تحسين وضعي المادي بالعمل (كمسعف وسائق) في آن واحد بدلاً من الاقتصار بعمل سائق لا يتجاوز راتبه في بداية الالتحاق بالوظيفة تعيينه 1800ريال، و8000 ريال بعد خدمة 26 عاماً بعكس المسعف الذي يبدأ راتبه مع البدلات في الوقت الحالي بـ8000 ريال، ما دفعني إلى الالتحاق بدورة اسعافية مجانية تكفلت الهيئة بها وتعاونت من خلالها مع معهد طب الطوارئ التابع للقطاع الخاص في الرياض»، لافتاً إلى أنه اكتشف إصابته بمرض التهاب الكبد الوبائي بعد شهرين من انطلاق الدورة، بعدما أجريت فحوصات طبية، التي تطالب الهيئة بإجرائها عند الالتحاق بالدورة الاسعافية، ليخسر بذلك صحته ومستقبله الوظيفي إضافة إلى ماله الذي أهدره في سبيل الدورة بلا فائدة. وطالب بمنح سائقي الإسعاف بدل عدوى أسوة بزملائه نظير مشاركته عمله ووقوعه في الخطورة نفسها، وتوفير فروع للمعهد في أنحاء المملكة حتى يخفف ذلك من أعباء الكلفة المادية على عاتق المتدرب. وتذمر مسعف في مركز آخر من الطريقة الجديدة التي اتبعتها الهيئة مند فترة في نقل الموظف إلى المنطقة التي يرغبها بحسب أعوام خدمته أسوة بالجهات الحكومية الأخرى، كون إدارته اعتمدت على أولوية تسجيل الموظف بياناته آلياً عبر الموقع الالكتروني، ما يكفل له النقل من دون الاهتمام بأعوام الخدمة، ما ثبط همته ودفع زملاءه بالمطالبة باتباع النظام القديم. وشدد موظف في الهلال الأحمر (فضل عدم ذكر اسمه) على أن مناظر الجثث وأجزاء الأعضاء المتناثرة، ومشاهد الدم وأنين المصابين، وصراخهم التي تشهدها أعينهم اسهم في إصابته بأمراض عصبية ونفسية فاقت طاقته، بل أنها تسببت في تقلب مزاجه ورغبته في البكاء بين فينة والأخرى بلا سبب وتكرار صور الحادثة في مخيلته دائماً، ما يستدعي توفير أطباء نفسيين لهم في إدارات المراكز يعمدون إلى التخفيف من حالتهم النفسية، والتقليص من مصابهم بأسلوب طبي. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook