تواصل - هياء الدكان:
أكدت الدكتورة أسماء بنت راشد الرويشد المشرفة العامة على مركز آسية للاستشارات التربوية والتعليمية، أن هناك فرقاً بين طاعة الوالدين وبرهما، مشيرًة إلى أن الكثير يجيد الطاعة، لكنه لم يصل لمرحلة البر بهما.
وقالت الرويشد: إن أشد ما يكون الامتحان صعباً في حياتنا، حينما نواجه موقفا يتطلب منا أن نحول مثلنا العليا ومحفوظاتنا المقدسة إلى واقع صدق ومواقف كريمة، ومن أمثلة ذلك "بر الوالدين".
وأضافت: تأملت في البر، فوجدت أن هناك فرقا بين طاعة الوالدين وبين برهما، فالكثير يجيد الطاعة، ولكنه لم يصل لمرحلة البر بهما، موضحًة أن الطاعة هي أن تفعل ما يطلب منك فقط، أما البر فهو معنى أعمق وأشمل وهو أن تفعل ما يُطلب منك ومالا يطلب منك، كل ذلك تلمسًا وطلبًا لحاجة الوالدين وتحسسًا لمواطن رضاهما، وهذا هو السبب في عظم منزلة البر، وصعوبته على كثير من الأبناء، حيث ظن بعضهم أن البر يتوقف عند تقبيل الرأس واليد، أو المراعاة والمجاملة فيما يسهل في الواقع.
وتابعت: "تأملوا معي نصوص الشريعة في البر وخبر الأبرار، وفي مقدمتهم رسل الله تعالى، ثم أولياؤه الصالحون، وهكذا ممن اتبعهم بإحسان، فنرى من يعرض نحره للسكين، وهو يقول: "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، أو من يحرم نفسه وولده ليعطي والديه "أحد أصحاب الغار"، أو من يترك الحج والعمرة بل والجهاد، إيثارا للقرب من والديه والإحسان إليهما".
وأوضحت المشرفة العامة على مركز آسية للاستشارات التربوية والتعليمية، أن البر لا يكون إلا في المواقف التي تخالف الهوى وتزاحم الطبع، وتتعارض فيها المصالح والرغبات الدنيوية، مع طاعة الوالدين أو أحدهما، أو حاجتهما لمعروفك وقربك منهما، وولولا ذلك لكان الناس كلهم بررة.
وأشارت "الرويشد" إلى أن الأمر يحتاج إلى صدق نية، مع استحضار أن الله تعالى لم يذكر أي عمل صالح مع التوحيد إلا بر الوالدين، واستشعار الأجر العظيم المترتب على ذلك، ومجاهدة للنفس والهوى.
ودعت إلى الحرص على انتهاز فرصة حياتهما، والمسارعة والتنافس على باب الجنة، بتلبية احتياجاتهما حتى لو لم يُطلب شيء منها، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم "الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه" صحيح ابن ماجه وصححه الألباني.
