تواصل - جدة: كشفت دراسة حديثة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أجرتها الباحثة ندى الجاسم، أنه يتم جمع معظم مياه الصرف الصحي في خزانات خاصة قد لا تتم صيانتها كما ينبغي، الأمر الذي قد يتسبب في تسرب هذه المياه المعالجة جزئياً إلى البيئة المحيطة، ما قد يشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة. وكشفت دراسة أخرى أجراها مجموعة من الباحثين أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة تحتوي على بكتيريا الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، وهي من أهم أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء الثدييات، وكانت تحتوي على جين "بيتا-لاكتاماز نيودلهي ميتالو" (NDM)، ما يعني أن هذه البكتيريا مقاومة للكاربابينيم وهو مضاد حيوي يستخدم عادة كخط دفاع أخير ضد الالتهابات البكتيرية سلبية الغرام. ونوهت الدراسة إلى أن ذلك يعقد العلاج الطبي في حال الإصابة بهذه البكتيريا. ومن خلال إجراء دراسة مستفيضة عن التسلسل الجينومي، وجد الباحث ديفيد مانتيا كالديرون وجود جينات أخرى مقاومة للمضادات الحيوية وذات خصائص ضارة، وتم التحقق منها كذلك من خلال التحاليل المخبرية، ونوهت الدراسة إلى أن هذه البكتيريا تم جمعها من مياه الصرف الصحي فقط، لذلك لا توجد لها آثار مباشرة على إمدادات مياه الشرب. ودعا الباحثون إلى إدراك مدى الحاجة إلى تطوير شبكات الصرف الصحي بصورة شاملة في المدن. وبحسب التقديرات، فإن حوالي 50٪ فقط من مياه الصرف في جدة يتم جمعها للمعالجة. كما أظهرت الدراسة قدرة محطة معالجة مياه الصرف الصحي في جدة على معالجة مياه الصرف بمعايير تتناسب مع أنظمة وضوابط إعادة الاستخدام، موضحة أن معالجة مياه الصرف الصحي يمكنها أن تزيل ما نسبته 99 إلى 99.9٪ من هذه البكتريا المقاومة، وهذا يعني أنه إذا تم جمع مياه الصرف الصحي بواسطة شبكات الصرف وتوجيهها إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي لمعالجتها بصورة كاملة، فإن ذلك يحد جداً من المخاطر المرتبطة بهذه البكتيريا.
